عاينت لجنة مختصة في المجال الثقافي والسياحي والعلمي، مواقع “تيهتان، أسلي تيركفين، يوف أهكيت” المندرجة في المسار السياحي”طاسيلي هقار”، بجمع معلومات أولية إستكشافية حولها، ومنه تهيئتها وحمايتها.
شرع فاعلون مهتمون بالمجال الثقافي والسياحي والعلمي بتمنراست، وتحت إشراف الديوان الوطني للحظيرة الثقافية للأهقار، في معاينة ودراسة مواقع (تيهتان، أسلي تيركفين، يوف أهكيت) المندرجة في المسار السياحي “طاسيلي هقار” على بعد حوالي 270 كلم جنوب شرق عاصمة الأهقار. والتي مزجت في ميزاتها ما بين المقومات الثقافية والسياحية والعلمية، من خلال جمع معلومات أولية إستكشافية حولها. ومنه تهيئتها وحمايتها وترقيتها و تثمين ما تضمنته من أثار و جرد كل ما هو تراث ثقافي و طبيعي.
موقعا “تيهتان أسلي وتيركفين” .. بداية أولى
إعتبر أحمد أنسباغور رئيس جمعية منتدى الأتاكور للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية، في تصريح لـ “فواصل ” أن الخرجة الميدانية الإستكشافية تعد أول عمل تشاركي تنسيقي بين المشاركين في مجال التراث الثقافي والتراث الجيولوجي والسياحي، تهدف لاستكشاف منطقة “تيهتان. أسلي تيركفين” التي تضمنت آثار تاريخية غير معروفة سابقا للمنطقتين، وهو ما يبين أن للمنطقتين مساحة أوسع من المتعارف عليه، مما يتطلب إيجاد حلول لحماية ما تبقى من الآثار في المدى القريب والبعيد.
وأكد رئيس جمعية منتدى الأتاكور للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية. أن الرحلة العلمية يسعى من خلالها المشاركين إلى جرد أكبر عدد من الهياكل والعظام المتحجرة والأدوات المستعملة قديما في الحياة اليومية والرسومات والنقوش الصخرية للموقعين ومحاولة معرفة المساحة التي تتربع عليها، ومنه إيجاد حلول لحماية هذه الآثار التاريخية.
في نفس السياق، إعتبر محمود أمرزاغ مدير الديوان الوطني للحظيرة الثقافية الأهقار. في تصريحه لـ “فواصل” أن الخرجة الميدانية التي كانت تحت إشراف الحظيرة الثقافية بالتنسيق مع الشركاء، يسعى من خلالها تهيئة الموقعين السالفي الذكر. وتثمينهما في المرحلة الأولى من أجل حمايتهما والحفاظ على ما يتضمناه، خاصة وأنهما يقعان في المسار السياحي “طاسيلي هقار” الذي يعرف إقبال كبير للسياح، مما يتطلب معرفة عدد أكثر من المعلومات وتقديمها للزوار وتحسيسهم بمدى المحافظة على ما تتضمنه المواقع.
آثار تعود للعصر النيوليتي…
كشف الدكتور سيدي محمد إبا أستاذ ما قبل التاريخ بجامعة الحاج موسى أخاموك بعاصمة الأهقار، أن العملية العلمية الإستكشافية الأولية للمواقع إتضح من خلالها تواجد أثار عظمية مكشوفة، ومعطيات هامة بالنسبة لميدان الأثار تعود للعصر النيوليتي أو ما يعرف بالعصر الحجري الحديث الذي يعتبر أخر عصور ماقبل التاريخ الممتد ما بين 9000-4500 قبل الميلاد.
وأضاف سيدي محمد إبا أن منطقة “طاسيلي هقار” التي تضم العديد المواقع بما فيها “تيهتان وأسلي تركفت” تضم مواقع ذات أهمية لميادين علم الأرض وعلم الأثار والسياحة، بها بقايا عظمية بشرية وحيوانية غير محددة إلى جانب صناعة حجرية من منتوج تقصيب وأدوات طحن وشقف فخاري أثري.
41 موقعا أثريا …
وفي سياق ذي صلة، كشف المتحدث ذاته، عن إحصاء حوالي 41 فضاء تواجد و دفن بها هيكل عظمي أو أجزاء من هيكل عظمي بشري أغلبها في حالة تحجر، من بين هذه الفضاءات 33 فضاء أو محل دفن محيط بالنتوء الصخري الشمالي، و 8 فضاءات أخرى على المحيط الغربي و الجنوبي للنتوء الصخري الجنوبي، تحمل بعض البقايا العظمية لون أسود داكن نتيجة تعرضها للحرق، بالإضافة إلى العديد من الصناعة الحجرية في حالة من التنوع من منتوج التقصيب (شظايا والنصال)، وفؤوس مصقولة و قطع من الحلي الأساور الحجرية تم استخدامها في تحويط مواطن الدفن الهياكل البشرية.
هذه المواقع -يضيف سيدي محمد إبا- تبين أنها في حالة تأثر واضح بالعوامل الطبيعية بالدرجة الأولى، وتأثر بالسلوك البشري السلبي الذي أدت فيه حركة المركبات إلى تهشيم المكونات الأثرية للموقع بالدرجة الأولى البقايا العظمية، ونقل منتوج الصناعة الحجرية أو التدخل في الفضاءات الموقع من قبل زوار الموقع.
وطالب إبا سيدي محمد بإستكمال قاعدة بيانات حول موقع “تيهتان” ببرمجة أعمال مسح شامل وجرد ملحق بالأول لتحديد نطاق الموقع وتهيئته بوضع لافتات توجيهية للزوار وحتى غلق المساحة الحساسة إن أمكن، من أجل المحافظة على ما تحويه المنطقة من أثار مختلفة.