تحدث مسؤولو دور نشر، جزائريون وأجانب، في الصالون الدولي للكتاب بالجزائر سيلا 2022، عن أثر قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بخصوص مجانية مساحة العرض، وعن “محاسن” هذه الخطوة في تسويق الكتاب ودعم القارئ العربي.
رصدت “الشعب اونلاين”، في أول يوم من افتتاح الصالون الدولي للكتاب سيلا 2022 أمام الزوار، هذا الجمعة بقصر المعارض “سفاكس”، أراء مسؤولي دور نشر بخصوص قرار الرئيس تبون بشأن مجانية مساحات العرض لفائدة دور النشر.
خطوة هامة..
وفي الآراء المرصودة، لمسنا ترحيبا واسعا من قبل دور نشر، وتثمينا لاهتمام السلطات العليا في البلاد بدعم الكتاب والقراءة من جهة، وأيضا من حيث مراعاة وضع مؤسسات النشر المتأثرة بتداعيات الجائحة الصحية وتخفيف حدة الأزمة على مؤسسات النشر.
في الموضوع، يقول المدير التنفيذي لمؤسسة يونايتد التعليمية من تركيا، وسيم ادريس أوغلو:” هذه أول مشاركة لنا بالجزائر، وبغض النظر عن أنها مجانية، لكن عندما علمنا بالقرار كان لنا إصرار من أجل المشاركة.. هي خطورة جد جميلة لم نتوقعها، وهذا يدل على رسالة قوية وأهمية العلم لدى الحكومة الجزائرية”.
وأدرج اوغلو الصالون الدولي للكتاب بالجزائر ضمن أضخم الصالونات التي شاركت فيها مؤسسة يونايتد التعليمية، مبرزا أن تنظيم تظاهرة بهذا الحجم يعطي انطباع مدى اهتمام السلطات الجزائرية بالكتاب والمعرفة.
وقال أوغلو أن مشاركة مؤسسة يونايتد التعليمية هي الأولى في صالون الجزائر، مشيرا إلى أن مؤسسته مختصة في مساعدة الطلاب الأجانب، والطلاب العرب بصفة خاصة للدراسة بتركيا، من خلال خبرات واسعة ونظام ارشاد أكاديمي محكم.
تخفيف من حدة الأزمة
ويأتي قرار مجانية مساحات العرض في الطبعة ال 25 من سيلا 2022 ليخفف من حدة الأزمة التي عصفت بصناعة الكتاب، اذ تقول مديرة دار النشر السائحي، فايزة قديد، إن الناشرين تلقوا قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بفرح كبير خاصة في ظل ما يعانيه الناشر وصناعة الكتاب عموماً من مشاكل، إلى جانب تداعيات الجائحة الصحية.
وتابعت قديد في تصريحها:” هي خطوة جيدة ولو أن أثرها لن يكون على المدى الطويل من حيث دعم صناعة الكتاب عموما.. لكن تظهر أثر الخطوة في مشاركة عديدة دور النشر التي لم تكن لديها نية في المشاركة لو قرار مجانية العرض”.
من جهة أخرى، وإلى جانب ما أتخذ من قرارات من قبل السلطات، دعت المتحدثة إلى ضرورة عودة صناديق دعم صناعة الكتاب في إطار سياسة عامة تخدم الكتاب والقارئ بالجزائر.
تسويق الكتاب..
التشجيع على تسويق الكتاب ودعم القراءة في طبعة سيلا 2022، يعتبرها الدكتور بداه المهدي عضو اتحاد الناشرين الموريتانيين، متحدثا ل”الشعب أونلاين”، خطوة نبيلة من قبل السلطات العليا بالجزائر:” أشكر الشعب الجزائري، والرئيس عبد المجيد تبون الذي ساعدنا بأقصى ما يمكن مساعدتنا به”.
وتابع قائلا:” نثمن هذه الخطوة الجليلة التي تخدم القارىء العربي وتسهل لنا تسويق الكتاب بسعر مناسب في ظروف قاسية جدا بسبب تداعيات الأزمة الصحية، ولو لا هذا القرار ربما لم نكن لنشارك في هذه الطبعة”.
وأشار بداه المهدي، أن قرار مجانية مساحات العرض يدل على الفكر الراسخ وتوجه القيادة الجزائرية:” لأن الكتاب أساس القراءة والتطور في كافة المجالات وفي أي مجتمع كان، لذلك التشجيع على والكتاب من أنبل ما تقوم به قيادة سياسية لأي مجتمع”.
وسجل الصالون الدولي للكتاب بقصر المعارض “سافكس”، في أول يوم من إفتتاح أبوابه للزوار، صبيحة هذا الجمعة، توافدا معتبرا من قبل مواطنين ومهتمين بعالم الكتاب من مختلف ولايات الوطن مثلما رصدته الشعب أونلاين منذ أولى ساعات افتتاح الصالون.
توقعات..
وتتوقع محافظة الصالون تحقيق زيارات قياسية في هذه الطبعة، بالنظر – حسب عضو لجنة النشاط الثقافي في صالون الجزائر الدولي للكتاب عبد الكريم أوزغلة- إلى الاهتمام الملموس من طرف الجمهور للصالون بمواقع التواصل الاجتماعي بعد غياب دام لسنتين، وهو الأمر الذي بُنيت عليه توقعات بتسجيل رقم قياسي لزوار الصالون بداية من هذا الجمعة.
وتسجل هذه الطبعة عرض 300 ألف عنوان في شتى المجالات، فيما تم التحفظ على 185 عنوان تمس بالهوية والدين والجمهورية ويسيء بعضها للأطفال من خلال رسومات وصور.
ويذكر أن الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، الذي كان مرفوقا بوزيرة الثقافة صورية مولوجي وعددا من ممثلي اعضاء السلك الدبلوماسي بالجزائر، قد اشرف على الإفتتاح الرسمي للصالون، مساء الخميس.