نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالشركة مع كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولة جامعة الجزائر 3، اليوم الثلاثاء، يوما دراسيا بعنوان “تحديات وآفاق تقرير المصير في الصحراء الغربية”.
أكد رئيس المجلس الوطني لحقول الإنسان، عبد المجيد زعلاني، في كلمة له، أن حق الصحراء الغربية والشعب الصحراوي في تقرير مصيره مسألة أساسية وجوهرية.
وتحدث زعلاني عن انقلابات على القانون الدولي من قبل الدول الكبرى، مثل ما قام به، رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز مؤخرا، وقبله الأمريكي السابق دونارد ترامب.
وأكد أن ما قام به رئيس الوزراء الإسباني غير مقبول أخلاقيا ومرفوض، وانه يتناقض مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي بالنظر إلى أن تقرير المصير هو الحل الوحيد الذي تطرحه الهيئات الأخيرة.
من جانبه قال عميدا لكلية العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر 3، سليمان أعراج، في تصرح لـ”الشعب أولاين”، “الندوة جاءت في إطار التحولات التي يعيشها العالم، وما تمر به اليوم قضية الصحراء الغربية وما تعرفه من تحايلات على القانون الدولي وعقد صفقات بين بعض الأطراف على الشرعية الدولية”.
وأوضح المتحدث في ذات السياق، “هناك أطراف تريد اختزال مفهوم الشرعية الدولية او مفهوم القانون الدولي في مصالح ضيقة، ولهذا نسعى اليوم كأكاديميين، وخبراء في الشأن الصحراوي، أن نطرح قضية حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من منظور حقوق الإنسان، العيش بكرامة وسلام”.
وأضف أن “من حق الطفل الصحراوي أن يعيش في سلام والحق في الصحة والتعليم ويعيش حياة عادية وحق المرأة الصحراوية، وهذه الأمور تمثل حقوقا هي جزء من حقوق الإنسان، وتمثل أولوية بالنسبة للمنظمات الإقليمية والدولية المتخصصة في حقوق الإنسان، أن تضع حدا للانتهاكات التي تمارس اليوم والاعتداءات على حقوق الإنسان”.
وأكد أعراج أن الهدف من هذه الندوة أن “نفكر في إيجاد آليات لبناء تصور واقعي من شأنه مواجهة حملة التآمر والتحايل على القانون الدولي ضد الشعب الصحراوي الشقيق”.
وشارك مستشارو الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، ورئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، أبا السالك الحسين، بمداخلة تحدث فيها عن الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وانتهاكات وجرائم النظام المغربي المغربي، تجاه الشعب الصحراوي، إضافة إلى التميز العنصري.
وقال إن النظام المغربي يعمل كل ما بوسعه للبقاء في الأراضي المحتلة من خلال تقديم خدمات لقوى دولية أخرها الارتماء في أحضان الكيان الصهيوني، ودول تسعى استعادة حنينها الاستعماري وبانتشارها الجيو سياسي.
وقدم أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة البليدة، محمود شرقي، مداخلة بعنوان” القضية الصحراوية بين الحق في تقرير المصير ودبلوماسية المساومة”، تحدث فيها عن المواقف التاريخية لإسبانيا تجاه الصحراء الغربية والتي وصفها بالمتباينة والقائمة على حسابات ومصالح.
وقال الأستاذ شرقي إن المتتبع لمواقف إسبانيا لن يتفاجئ من موقفها، خاصة بالعودة إلى إنسحابها من إجراء الاستفتاء، الذي كلفت به من قبل الأمم المتحدة بعد ضغوطات مغربية، “مواقف إسبانيا كانت متنصلة وتغذيها مسألة المساومة والإجبارية، وان الموقف الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الاسباني، ما هو إلا استمرار لنهجها في تغذية الصراعات في المنطقة، وأضاف ان هذا التحول سيؤدي إلى خلافات داخل البيت الإسباني وحتى داخل حكومته”.
وأكد المتحدث أن إستمرار تعنت المغرب وتنصل إسبانيا من القضية، سيعيد النزاع في لمنطقة ويجرها لعدم الاستقرار. وفي مداخلة للبروفيسيور ساحل مخلوف، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر 3، بعنوان “القضية الصحرواية تحديات ورهانات”، قال إن القوي التي تقف إلى جانب قوى الاحتلال المغربي على صحراء الغربية يا إما شريكة في الاحتلال وإما محرضة، ان المسالة مرتبطة بمصالح جيو-سياسية واقتصادية ويرى ساحلي أن التحدي الأساسي للأمم المتحدة كمنظمة قوية مكلفة بإدارة الشأن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وتحدي ومجلس للأمن لنصرة الشعب الصحرواي في تقرير مصريه.
وشارك في الندوة من الخارج، بتقنية التحاضر عن بعد، من اسبانيا مانويل اولي سيزي أستاذ بجامعة مادريد ومحامي، وجيانفرانكو فاتوريني الممثل الدائم للجمعية الأمريكية للقانونيين، والمنسق العام لمجموعة جنيف لحماية وترقية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
وحضر أساتذة من الجامعات الجزائرية، وفاعلون في حقوق الإنسان، وطلاب جامعيون هذه الندوة.