أثرت الندوة الجهوية الثالثة لولايات الوسط، التي جرت بمقر ولاية البليدة، الجمعة، توصيات خرجت بها ثلاث ندوات مماثلة سابقا، ومن خلالها وُضعت آخر اللمسات للبرنامج الوطني للذاكرة.
شاركت 13 ولاية، في ندوة الوسط التي جرت بعنوان ” الذاكرة الوطنية ودورها في تحقيق وحماية الوحدة الوطنية”، وهي الجزائر العاصمة، تيبازة، بومرداس، البويرة، تيزي وزو، برج بوعريريج، المسيلة، الجلفة، عين الدفلى، المدية، الشلف وتيسميسلت.
وقال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، إن ندوة البليدة ستسمح بوضع آخر اللمسات على البرنامج الوطني للذاكرة، وتمهيد للندوة الوطنية المزمع إجراؤها قبل اليوم الوطني للذاكرة الوطني المصادف للثامن ماي.
وخرج المشاركون من اللجان الولائية للذاكرة الوطنية، بتوصيات جديدة صادق عليها المجتمعون.
ومن بين التوصيات، ضبط المصطلحات المستعملة لما تكون ورائها مفاهيم إيديولوجية، ما سيسهل من تحقيق المقاصد والغايات، بحسب مستشار الرئيس، الذي دعا إلى توثيق القصص الشعبية التي تؤرخ لوقائع تاريخية كمقاومة الأجداد ورفضهم للاستعمار.
واستدل محمد عباسي، مكلف بالدراسات والتلخيص برئاسة الجمهورية في مداخلة بعنوان “عناصر الذاكرة وترسيخ الثوابت والوحدة الوطنية”، بالدور الفعال لجمعية العلماء المسلمين، والتي اتخذت من المساجد فضاء للتعبير عن ذاتها.
وأضاف المتحدث أن كل قطاع وله دور لرد الاعتبار للذاكرة الوطنية، فمثلا في التربية ينبغي الاعتناء بالبناء النفسي والتربوي والفكري للطفل، وفي الثقافة ينبغي استغلال الموروث الثقافي للتعريف بعادات وتاريخ المنطقة، كما هو الحال بالنسبة للسياحة.
وتعنى بالذاكرة الوطنية قطاعات التربية، التكوين المهني، التعليم العالي والبحث العلمي، الثقافة، السياحة، المجاهدين وذوي الحقوق، الشؤون الدينية، الشباب والرياضة، التضامن والأسرة وقضايا المرأة، الإعلام والاتصال، الداخلية والجماعات المحلية، فضلا عن المجتمع المدني بكل أطيافه.
رفع معامل مادة التاريخ
ودعا مشاركون في ندوة البليدة، إلى رفع معامل مادة التاريخ وإعادة النظر في تلقينها لتشجيع الأجيال القادمة على التعلق بذاكرتهم الوطنية، وإدراج مقياس التاريخ المحلي قبل المحاور الأخرى في هذا التخصص مع الاهتمام بالشخصيات والنماذج التاريخية التي يمكن الاستلهام .
وطالب متدخل بإدراج درس نموذجي بداية من الموسم الدراسي المقبل للتفريق بين مصطلحي الذاكرة والتاريخ.
وألح متدخل آخر على ترقية دور البلدية في إحياء المناسبات التاريخية، وتطرق مشاركة أخرى إلى الجانب الأكاديمي للذاكرة بضرورة فهم العلاقة التفاعلية بين الإنسان وبعده المجالي.
وأجمع المشاركون على تشجيع الأعمال السينماتوغرافية لتنمية الذاكرة الوطنية، كإنتاج أفلام أو أشرطة وثائقية حول حقبة تاريخية أو حول بطولات شخصية مرموقة، مع إشراك الإعلام في تعزيز ارتباط المواطنين بأي ملف كان من ملفات الذاكرة.