يحاول بعض التجار الذين تغيب ضمائرهم تسويق سلع منتهية الصلاحية بطريقة ماكرة ولئيمة غير مقدرين ما ستسفر عنه سلوكاتهم المشينة، كون المواد المنتهية الصلاحية قد تتسب في تدهور صحة المستهلك وربما وفاته إذا كانت مناعته ضعيفة، للأسف لا يتوانى هؤلاء في تسويق سلع من المفروض أن يتم التخلص منها بسرعة في سلة النفايات، عبر زبائنهم من الأطفال سواء تعلق الأمر بالاجبان أو مادة «الياغورت» أو الحلويات، حتى لا ينتبه أحد لتجاوزاتهم التي يعاقب عليها القانون وتؤدي إلى تسممات غذائية قاتلة.
بعض التجار يلجأون إلى حيلة البيع بالتخفيض في بعض السلع التي لم يتبق من مدة صلاحيتها سوى شهر واحد، فنجد بعض أنواع الشكولاتة تباع بأسعار مغرية تجذب الزبائن، لكن من دون أن يفصح التاجر بأن هذا العرض أطلق بدافع البيع بالتخفيض للتخلص من بضاعة فاسدة بعد أيام قليلة، وبإخفاء الأمر يكون التاجر قد أخفى الحقيقة وغرر بالمشتري حيث لم يكشف عن العيوب التي انطلت على الزبون.
كثير من المستهلكين يتحملون جزءا من المسؤولية، لأنه لحظة اكتشافهم أن المنتجات التي اقتنوها انتهت صلاحيتها لا يبلغون عن التجاوزات إلى المصالح المعنية حيث مع اختفاء ثقافة التبليغ وإرادة فضح الغش المدبر الذي خرق به التاجر أخلاقيات المهنة، يستمر التحايل ومعه تفشي التسممات الغذائية والأخطار التي تهدد صحة المستهلكين، ووسط هذا التجاوزات، من الضروري التأكد من تاريخ إنتاج وانتهاء صلاحية مختلف المنتجات خاصة سريعة التلف قبل تسديد ثمنها.
إن التسممات الغذائية لا تحدث فقط في فصل الصيف، بل في معظم الفصول، وكثيرا ما يكون ضحاياها من الأطفال وكبار السن، بسبب ضعف أجسادهم أو معاناة كبار السن من بعض الأمراض ما يستدعي التحسيس الجدي والواسع والمستمر حتى تختفي تلك السلوكات التي تنبذها الاخلاق ويعاقب عليها القانون