اشتد التهافت بشكل لافت على اقتناء أكياس الحليب مع بداية شهر رمضان الفضيل، وتضاعف الإقبال واتسعت الطوابير الطويلة، مما عكس لهفة كبيرة على هذه المادة الأساسية من طرف العديد من المواطنين، لأن موعد حضور شاحنة الحليب صار يوحي بوجد أزمة في التموين بسبب التجمهر والتدافع وأحيانا تنشب ملاسنات وشجارات بين المستهلكين وأحيانا أخرى بين التاجر والمستهلك، لأن العديد من المستهلكين يقتنون الحليب بلهفة فهناك من يشتري عشرة أو 15 كيسا، ومن الطبيعي أن تنفد الكمية مهما كانت معتبرة في وقت قصير بالنظر إلى اتجاه كل زبون إلى الحصول على كمية كبيرة تفوق حاجته، وعندما يقبل زبائن آخرين فلن يجدوا أثرا للحليب.
يلجأ بعض التجار إلى تحديد 3 أو 4 أكياس حليب فقط لكل مشتري، بسبب ظاهرة التخزين التي تسببت في تذبذب واختفاء أكياس الحليب في وقت قياسي، حتى يتمكن جميع زبائن المحلات من أخذ حصتهم، مع وجود ظاهرة غريبة يمكن وصفها بالمشينة لأنها تنم عن الأنانية حيث أربعة أشخاص من بيت واحد يقبلون على نفس المحل التجاري وكل واحد يقتني 10 أكياس، سلوك جعل بعض التجار يتساءلون.. متى تستهلك هذه الأسرة كل هذه الكمية التي تكفي لمدة شهر؟ بل ويوجه بعض التجار أصابع الاتهام في بروز أزمة الحليب إلى المستهلك الذي يقتني بشراهة وكأن هذه المادة ستختفي من الأسواق بشكل نهائي.
أما بعض المستهلكين فيرجعون كثرة الطلب إلى هذه المادة الواسعة الاستهلاك والمدعمة إلى استهلاكها بكثرة في شهر رمضان، كونها تدخل في إعداد بعض الأطباق والمقبلات، ويعتقدون أن تذبذب التموين، وعدم توفر مادة الحليب في جميع الأوقات تجبر الزبائن على أخذ احتياطاتهم كلما عثروا على الحليب يشترون كمية تغطي حاجتهم لأيام، وعلى خلفية أن شاحنة الحليب تباغت الجميع، فقد تحضر أحيانا على الساعة السادسة صباحا وأحيانا أخرى على السابعة أو الثامنة مساء، أي لا يوجد وقت محدد و ثابت..فمن يتحمل مسؤولية اللهفة وبروز الطوابير..التجار أم المستهلكين؟.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق