قد يركن النشاط الثقافي العالِم، في أثناء رمضان، إلى شيء من الراحة والسّكون، ويعوّضه النشاط الفنّي الخالص الذي ينبغي له أن يتّسق مع روح رمضان وكرمه، ويحاول أن يزيّن حياة الناس بالجميل النافع، ولا يكتفي باللّهو الذي تلقي به الكاميرات الخفية، وما شابه ممّا صار ميزة عالمية للتلفزيونات الباحثة عن التّميّز والاختراق في زمن هيمنة التواصل الاجتماعي.
وفي كلّ حال، كان الصالون الدولي للكتاب قد اختتم ليلة رمضان، وكان للنقاد رأيهم في التظاهرة وفي النشاطات عموما، وهؤلاء ينبغي أن يفيد منهم المشرفون على العمل الثقافي، ويكفي أنهم نوّهوا بالنشاط، وأشادوا بالخبرة العالية في الترسيخ لأسباب النّجاح، ولقد عبّر كثير منهم عن ارتياحهم لطبيعة النشاطات الموازية للعرض، فتمنوا لو يتم توسيعها في الطبعات المقبلة، خاصة وأن الأفكار التي عالجتها يمكن أن تتحوّل إلى ورشات عمل حقيقية تسهم في تحقيق الأفضل.
ولعلّ النّجاح الباهر الذي حققه الصالون الدولي للكتاب، من خلال عدد غير مسبوق من الروائيين قدّمهم إلى الساحة الأدبية والفنية، وعدد مثله من كتّاب القصة يكون لهم شأن بالتأكيد في صناعة أمجاد الوطن، ينبئ عن نجاح مبهر سيتحقق لساحتنا الفنية عموما، خاصة وأن نسائم النجاح هاته، تنسجم مع باكالوريا الفنون التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية بالتعاون مع وزارة الثقافة، وتضيف إليها، كي يكون رفع الصرح الفني الوطني إضافة للمنجزات التي تتحقق على باقي القطاعات، وتكون عنوانا بارزا عمّا يتطلع إليه الموطن الجزائري، فالمنجز الثقافي وحده يبقى شاهدا في المعمار الحضاري.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق