تمر الجزائر دوريا بمراحل فارقة في تاريخها وهي تكتب أملا إثر آخر نحو بناء مستقبل أفضل لشعبها، وبين أمل وألم يقع على عاتقنا كشعب التفكير في مستقبل البلاد ووضع رؤية مستدامة لمواجهة الأعباء المتنامية على عاتق سلطاتها، في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية خصوصا.
إن بناء البلاد على أسس صلبة ووفق سياسات مستدامة ورشيدة، يحتاج إلى لجان تفكير تفقه بشكل حاذق التحولات العالمية والتحديات الداخلية لبناء مشروع دولة طويل الأمد يحقق الأهداف الكبرى للأمة الجزائرية، في القضايا الأساسية والإستراتيجية التي تتعلق بمصيره ومستقبله في عالم متغير ومتناقض في ذات الوقت.
تمثل الصين نموذجا جذابا في هذا الجانب، فـ «الحلم الصيني» في تحقيق النمو والرخاء الذي انطلق فعليا مع مشروع الإصلاح والانفتاح الذي أشرف عليه مهندس نهضتها دينج شياو بينج، الذي آمن أن فتح الأبواب والنوافذ على مصراعيها سيؤدي إلى تسرب «الذباب»، فاكتفى بفتح أبواب الصين الاقتصادية ببطء وبخطوات محسوبة، وأبقى على أبواب السياسة موصدة.
إن رؤية دينج ذاتها التي صنعت التحوّل الاقتصادي العظيم في الصين والتي صاغها مع مفكرين كثر في الحزب الشيوعي، حيث أيقن بأن مفتاح الحل يكمن في تركيز كل الجهود على إصلاح الداخل والانفتاح على الخارج وتنمية الاقتصاد وتخليص البلاد والعِباد من الفقر والانغلاق، وجلب التكنولوجيا المفيدة من كل مكان متقدم، خاصة من الغرب.
بالمقابل، فإن الإصلاحات الكبرى السابقة على عِلاتها يجب أن تعود في ثوب معاصر وجديد كدينامية لصعود البلاد وترقية قدراتها الكبرى من خلال إستراتيجية واضحة المعالم ودراسات معمقة لمسار التحول وبناء مشروع دولة على أسس صلبة ومستمرة تمر مرحليا على أعين النقد والتحليل لتلافي الأخطاء وتطوير الأداء بشكل أسمى وأفضل.
لقد مات الشهداء لتحيا الجزائر وضحى المجاهدون لتستمر، وإن مسؤولية الأجيال القادمة أكبر وأخطر مع تنامي الأعباء الاجتماعية والاقتصادية جراء مخاطر ونقائص داخلية ورهانات عالمية وتحولات كبرى، وهنا وجب علينا بشكل حاسم أن نضع خطة أو رؤية مستدامة مربوطة باستقلالنا لنحقق استقلالا ثان نحقق به الصعود الكبير في جميع المجالات الاقتصادية والزراعية والتكنولوجية والعلمية والعسكرية ونكون في مصاف الدول القوية.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق