أطلق أحد الأطباء الخواص المتخصصين في جراحة الأذن والأنف والحنجرة بولاية الشلف، تزامنا مع شهر رمضان مبادرة تضامنية تتمثل في تشخيص وإجراء عمليات جراحية بالمجان في هذا التخصص لفائدة سكان الولاية .
تعد هذه المبادرة التضامنية التي أطلقها الدكتور خالد جيلالي عياد بالتنسيق مع مؤسسات عمومية استشفائية وعيادات خاصة، ثاني تجربة بعد المبادرة الأولى في رمضان من السنة الفارطة، والتي لقيت استحسانا وإقبالا كبيرا من سكان ولاية الشلف وحتى ولاية تيسمسيلت.
بداية من أول يوم من شهر رمضان الفضيل تستقبل العيادة المتخصصة في أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة ببلدية أولاد فارس المرضى من كافة الفئات العمرية ليقوم الطبيب المختص رفقة طاقمه بالكشف عن مختلف الأمراض التي يعانون منها، وتشخيص حالاتهم مع إعطائهم (المرضى) موعدا خاصا بمكان وتوقيت إجراء العملية الجراحية إن كانت حالاتهم تستدعي ذلك .
وتسعى هذا المبادرة التضامنية، وفقا للقائمين عليها، إلى مساعدة المواطنين عبر ولاية الشلف وتعميق أواصر التضامن وروح التكافل الإجتماعي من خلال إجراء عمليات جراحية مجانية في أمراض التسوس وثقب الأذن والصمم وزرع القوقعة بالنسبة لأمراض الأذن.
ويتعلق الأمر كذلك بالأورام والأوعية الدموية وانحراف جدار الأنف، تضخم الغدة الدرقية خاصة عند النساء ونزع اللوزتين والغدانيات بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنتين فما فوق.
ورصدت وأج آراء عدد من المرضى الذين غصت بهم العيادة المتخصصة في جراحة الأنف والأذن والحنجرة بأولاد فارس في إنتظار دورهم لتشخيص حالاتهم، حيث ثمنوا هذه المبادرة التضامنية التي تسمح لهم ليس فقط بالكشف عن حالاتهم ولكن أيضا الإستفادة من إجراء عمليات جراحية بالمجان.
في هذا الصدد، اعتبر حمزة عبدي أحد الأشخاص الذين يعانون من مرض الأوعية الدموية في الأنف أن مثل هذه المبادرات التي تعبر عن تكافل المجتمع الجزائري من شأنها التيسير على كثير من المواطنين ورفع الغبن عنهم، مشيرا بالمناسبة إلى حسن تأطير هذه العملية بداية من مرحلة التشخيص إلى ضبط موعد لإجراء العملية الجراحية ومن ثم متابعة مختلف الحالات إلى غاية شفائها نهائيا.
وبدورها، قالت السيدة جميلة التي يعاني إبنها مرض اللوزتين أن الإقبال اللافت للعائلات والمرضى دليل على حاجة المجتمع لمثل هذه المبادرات التضامنية خاصة في ظل إرتفاع تكاليف إجراء العمليات الجراحية بالعيادات الخاصة ونقص هذا التخصص بعدد من المؤسسات الإستشفائية .
65 عملية في أول يوم من رمضان
وتمكن الطاقم الطبي المشرف على هذه المبادرة التضامنية في أول يوم من شهر رمضان الكريم من إجراء 65 عملية جراحية لمرضى من مختلف الفئات العمرية وهذا على مستوى إحدى العيادات الخاصة ببلدية وادي الفضة.
وأبرز الدكتور جيلالي عياد أن هذه المبادرة التضامنية تحط الرحال في كل مرة بمنطقة ما بعيادة أومؤسسة إستشفائية عمومية حسب الإمكانيات والأجندة المتاحة، بغية التقرب من كافة الولاية، لافتا بالمناسبة إلى التنسيق والتسهيلات التي تقدمها مختلف الهياكل الصحية عمومية كانت أو خاصة في سبيل إنجاح هذه المبادرة .
كما كشف عن برمجة في منتصف شهر رمضان لعمليات جراحية مجانية وهذا بمستشفى برج بونعامة بولاية تيسمسيلت في مسعى لتوسيع هذه المبادرة التضامنية إلى الولايات المجاورة.
وبالنسبة للمرضى الذين لم يتمكنوا من إجراء عملياتهم الجراحية خلال شهر رمضان، لفت الدكتور عياد إلى إمكانية تمديد آجال هذه المبادرة التضامنية إلى ما بعد هذا الشهر وهذا سعيا للإلتزام بجميع المواعيد وضمان استفادة أكبر عدد من المواطنين من الخدمات الطبية التي يقدمها طاقمه في إطار هذه المبادرة.
يذكر أن الطبعة الأولى لهذه المبادرة التضامنية خلال رمضان الفارط كللت وفقا لذات المتحدث بإجراء أزيد من 500 عملية جراحية في أمراض الأنف والأذن والحنجرة مست كل شرائح المجتمع.