في زحمة الأحداث التي تهزّ العالم، عاد الوضع في اليمن ليستقطب الاهتمام بفعل التطوّرات المتتالية التي يشهدها والمستجدات التي يعيشها و التي تشرّع أبواب الأمل واسعة أمام إمكانية إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار لهذه الدولة العربية التي وجدت نفسها، منذ سنوات طويلة في قلب صراع إقليمي تطوّر إلى حرب بالوكالة أرهقت اليمنيين وأتعبت الدول المحيطة.
في ظرف أسبوع واحد، عرفت دولة اليمن حدثين بارزين، الأول تمثل في الإعلان عن بدء سريان هدنة إنسانية لمدّة شهرين قابلة للتمديد برعاية الأمم المتحدة وترمي إلى توقّف جميع العمليات العسكرية داخل اليمن وعبر حدوده، وفتح الطرق و الميناء لتسهيل عودة الحياة الى طبيعتها.
أما الحدث الثاني، فتمثل في إصدار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قراراً رئاسياً بنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
الخطوتان لقيتا ترحيبا دوليا واسعا حيث تعقد عليها الآمال لتكونا انطلاقة لاستعادة الثقة بين الأطراف اليمنية وفرصة لتكثيف الجهود بغرض التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ودعم المفاوضات بين جميع اليمنيين للتوصّل إلى تسوية سياسية شاملة تحل الأزمة وتحقق السلام الدائم للشعب اليمني و تبعد كل أشكال التهديد والتوتر عن المنطقة.
اليمن يشهد منذ أكثر من 7 سنوات حربا ضروسا حوّلت حياة شعبه إلى تراجيديا حقيقية، لهذا فهو يرى في مجلس القيادة الرئاسي والهدنة المعلنة قبل أسبوع بارقة أمل قد تنهي الكابوس وتعيد السلام المفقود، لهذا ليس من خيار أمام أطراف الصراع سوى استغلال الهدنة والزخم الذي تحدثه، لمزيد من الخطوات نحو التسوية السياسية، مع حتمية الاحتكام الى الحوار و التفاهم لحلّ كلّ المسائل العالقة وتبديد كلّ الخلافات، وأيضا خفض التصعيد الإعلامي والحد من خطاب الكراهية فهو الذي يشعل النيران و لا يطفئها، حتى يعبر اليمنيون المرحلة الانتقالية بسلام.
يبقى فقط أن نشير إلى أن حرب اليمن و إن كان من يخوضها ويدفع ثمنها هم اليمنيون، فإن من يديرها هي أطراف خارجية، بيدها مفاتيح الحل و الربط، لهذا فإن بسط الأمن والاستقرار باليمن مرهون بتوافق الداخل و باتفاق الخارج، ولحسن الحظ أن المؤشرات تظهر أن هناك توجها دوليا و إقليميا لوضع نقطة النهاية لحرب اليمن.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق