اعترف الإرهابيان زروق بلقاسم المدعو أبو أنس وجيلالي عبد القادر المدعو موسى، الموقوفان مؤخرا بولاية سكيكدة، أن ما تبقى من العناصر الإرهابية المعزولة في بعض مناطق الوطن “مغيبة عن الواقع ومغرر بها وتتصرف وفق أباطيل لا أساس لها من الصحة”.
وفي اعترافات بثها اليوم الأحد التلفزيون الجزائري، قال الإرهابي زروق بلقاسم أنه بعد تسليم سلاحه لأفراد الجيش الوطني الشعبي إثر عملية التمشيط الأخيرة بغابة الدوار بولاية سكيكدة، كان “متوجسا” من تعرضه لمعاملة سيئة من قبل قوات الجيش، وذلك بالنظر إلى “الصورة الخاطئة” التي تم زرعها في أذهان الإرهابيين، غير أنه استطرد بالقول: “كانت معاملة أفراد الجيش غير منتظرة، فالصورة التي كانت في ذهني شكلت ستارا كان كل ما وراءه مظلما”.
وأضاف بالقول في سياق حديثه عن الفترة التي تلت عملية توقيفهم: “أصبحت أرى النور وأنا نادم على ما فعلت ويستحيل أن أعود لتلك المعيشة الصعبة، لقد كنا مغيبين عن الواقع”.
وتحدث الإرهابي الموقوف الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2005 بولاية جيجل، عن نشاط الجماعات الإرهابية التي كانت حينها تجد مساعدة من قبل عناصر الدعم والإسناد التي كانت تقوم بعمليات التموين بالمواد الغذائية الأساسية، غير أن هذا الدعم “بدأ في الانحسار تدريجيا بداية من سنة 2013 نتيجة الحصار الشديد الذي فرضته قوات الجيش”.
واعترف الإرهابي بضلوعه في عدد من العمليات الإرهابية، على غرار الاعتداء الذي استهدف أفراد شركة أمنية بمنطقة تيزرارن وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص، إضافة إلى استهداف أفراد من الجيش الوطني الشعبي والحرس البلدي بتفجيرات إرهابية في جبال بابور، شمال ولاية سطيف.
وبخصوص عملية التمشيط التي تم توقيفه خلالها رفقة باقي عناصر المجموعة الإرهابية، أشار الإرهابي إلى أن قوات الجيش تمكنت من فرض طوق أمني مشدد دفع بالإرهابيين للجوء إلى مخبأ ضيق مكثوا فيه لعدة أيام قبل أن يتم العثور عليهم.
وقال أنه بعد اكتشاف المخبأ، تحدث أمير الجماعة الإرهابية بطيب يوسف المدعو أسامة أبو سفيان النيغاسي مع قوات الجيش التي طلبت من المجموعة تسليم الأسلحة وقامت بإسعاف عناصرها ونقلهم إلى مقرها.
من جهته، قال الإرهابي الموقوف جيلالي عبد القادر المدعو موسى الذي التحق بالجماعات الإرهابية سنة 2015، أنه عقب توقيفهم قام أفراد الجيش بتوفير العناية الطبية للمصابين وعاملوهم بصفة حسنة وذلك “عكس ما كنا نعتقد بسبب ما كان يتداول وسط الإرهابيين”.
وعبر الإرهابي الموقوف عن شعوره بالندم على نشاطاته الإجرامية، واصفا ذلك ب”الخطأ الذي يجب ألا يكرره الآخرون”، مضيفا بالقول: “بعد أن رأيت بعيني واقع الأمر، أدركت أن الأمر كله خطأ”.
يذكر أن هذه الاعترافات تأتي في سياق أخرى، أدلى بها الإرهابيون الذين ألقي القبض عليهم في عملية التمشيط النوعية التي قامت بها مفارز للجيش الوطني الشعبي يوم 16 مارس المنصرم بغابة واد الدوار، قرب بلدية بني زيد، دائرة القل، بولاية سكيكدة وأسفرت عن القبض على 7 إرهابيين والعثور على جثة إرهابي آخر كان قد أصيب بجروح في عملية سابقة يوم 19 فبراير الفارط.(وأج)