كما كان متوقعا، وضع الرئيس المنتهية عهدته إيمانويل ماكرون أولى خطواته نحو العودة إلى قصر الإليزيه، بعد تأهله رفقة المرشحة اليمينية مارين لوبان إلى الدورة الثانية، بفارق طفيف في انتخابات رئاسية كان يتخوف مسبقا أن تشهد عزوفا للناخبين، وبلغت نسبة التصويت 65 بالمائة، كما كان منتظرا، تماما كما توقعته استطلاعات الرأي حيث لم يحدث في هذا الاستحقاق الرئاسي عنصر المفاجأة الذي يخلط الأوراق، وبعد وقت قصير من بروز نتائج الدورة الأولى، بدأ الحديث في فرنسا عن عودة ماكرون رئيسا لعهدة ثانية.
من جهتها، اليمينية المتطرفة لوبان التي تسعى إلى قلب الموازين أمام خصمها والثأر منه بعد هزيمتها في 2017، حققت صعودا جديدا يقوي مكانتها في الساحة السياسية، بوقوفها الند للند مع الرئيس المنتهية عهدته، وتغلبت على10 مرشحين في هذه الاستحقاقات الرئاسية، في وقت ينظر إلى مرشحة اليمين المتطرف المناهضة للهجرة والأجانب، أن في رصيدها احتياطي أصوات منخفض في الجولة المقبلة، ولايخفى أن عدد الفرنسيين الذين تعود أصولهم إلى بلاد المغرب العربي تجاوز 6.5 مليون، لكن بالنسبة إلى لوبان تعد هذه الانتخابات الأهم بالنسبة لها مقارنة مع المواعيد السابقة.
ليست الجالية المغاربية والإفريقية وحدها من يحركها القلق تجاه لوبان وإنما حتى على الصعيد الدولي يوجد نفس التوجس، حيث تعرف هذه المرشحة العنيدة أنها ضد التكامل الأوروبي، وتحمل أفكارا تقود إلى إبعاد بلدها من «الناتو»، وإذا تمكنت من العبور وتجاوزت ماكرون ستكون أول امرأة ترأس فرنسا، أما ماكرون المنتظر فوزه في السباق الرئاسي سيواجه في عهدته المقبلة تراكمات التحديات الاقتصادية بسبب تداعيات كورونا والأزمة الأوكرانية، والتضخم وغلاء المعيشة وأزمة الطاقة.
توصف الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستدخل الرئيس الجديد قصر الإليزيه في 13 ماي المقبل، بجولة الحسم التي يرجح أن تميل إلى الرئيس المنتهي ولايته خاصة بعد أن تحرك عدة مرشحين من أجل منحه أصواتهم.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق