دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله، للالتفاف حول رؤية معرفية في المنظومة الثقافية الإسلامية، تقوم على الحوار ومخاطبة العقول والضمائر، تعمل على ترسيخ ثقافة التعايش والتسامح بين الأديان والثقافات.
تناول رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله، في الجلسة الرمضانية الثانية من منتدى الفكر الثقافي الإسلامي، بشعار “الحوار و التعايش”، موضوع التعايش والقيم الإنسانية، وطرح رؤية معرفية في المنظومة الثقافية الإسلامية اليوم.
قال غلام الله إن الثقافة الإسلامية أساسها القرآن الكريم، الذي أسس للحوار بين الديانات، وانساقت عبره دعوة أهل الكتاب للمحاورة، كيف لا والقرآن الكريم موجه للناس كافة بأجمل صورة للتعايش والتكافل والحوار والتعارف.
وأضاف المتحدث أن الحوار الحقيقي لا يكون على استعلاء مرتكزا على الوسطية والاعتدال. لأنه أداة لمخاطبة العقول والضمائر. الداعي في مضمونه إلى التسامح بين الأديان والثقافات، واستشهد بصحيفة المدينة التي ثمنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت في حد ذاتها أساس أصيل للتحاور مع الآخر.
وقال: ” هذا ما نحتاجه في زماننا الذي تطور فيه كل شيء إلا أساليب الحوار ما تزال تصارع وتتحدى مناهج الحياة التي فرضت على الجميع أحادية الفكر المتأتية من الغرب الذي يجهل أحيانا ويتجاهل أحيانا أخرى ماهية الحوار الذي نادت به ثقافتنا الإسلامية جملة وتفصيلا”.
وفي السياق، شدد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، على أن الحوار أصبح ضرورة لاستكمال مسيرة الحياة. والتي تفرض على الجميع استحداث طرق ناجعة لمجابهة الأزمة الحضارية التي ترقد على جنباتها املاءات تهدد الوجود الديني للعالم الإسلامي بالخصوص. بعد فترة زمنية عصيبة مرت على الشعوب والعربية الإسلامية ظهرت فيها أوجه منافية لتعاليم دين الحوار والتعايش وهو الدين الإسلامي.
وأبرز غلام الله أنه “أخذت ردود الفعل لدى المسلمين تجاه كل أشكال العدوان على ديارهم والضغوط الاقتصادية على شعوبهم والافتراء على دينهم مظاهر شتى، منها انبثاق الحركات الأصولية والعنف ضد الأنظمة الوطنية المنقادة أو الملاينة للهيمنة الغربية، خاصة بعد أن أصبحت هذه الهيمنة تجسدها القطبية العالمية”.
وأشار إلى أن ردود فعل مثل هذه، كانت واضحة في الموقف الأصولي الذي انتهى إلى إنشاء “قاعدة” لزعزعة الأمن في العالم، بنشر خلايا الإرهاب وتدمير المنشآت واغتيال الأبرياء داخل المجتمعات الغربية أو الإسلامية على حد سواء و ذلك كله باسم الإسلام.
ومن جهة أخرى، قال المسؤول إن “هذا التدهور ناجم عن فشل الحلول التي اقترحها الاصلاحيون لأنها حلول غير موضوعية تهدف إلى ترسيخ القديم بالرجوع إليه بدل تجاوزه للأخذ بما يفرزه تطور العلوم الاجتماعية والثقافة السياسية”.
وبعد أن أشار غلام الله إلى إن الفكر الإسلامي مازال يحتفظ بفكرة “الحق والواجب”، اعتبر أن “عدم مراعاة تطبيقات هذا المبدأ الثابت القويم قد تسبب في إحداث خلل في انسجام المجتمع وتماسكه مما يعد أكبر سبب في ظهور الفساد في المجتمع”.