تحديات عديدة تلوح في الأفق، بعضها مصيري، يتطلب الرفع من درجة الوعي بتداعيات التغيرات الجيوسياسية التي تخط معالمها عولمة شرسة لا تترك مجالا للبلدان الناشئة المترددة، واضعة السيادة الوطنية للدول في صميم مخططاتها الخطيرة.
بالأمس وعلى الرغم من شدة المصاعب وقلة الإمكانيات، وقف الأجداد والآباء في خندق الدفاع عن البلاد وصون كرامة شعبها إلى أن طردوا الاستعمار البغيض، واليوم تستدعي تلك التحديات نفس العزائم والهمم من الشباب الجزائري للتسلح بالوعي وإحباط تلك المخططات التي تحاك من جهات لم تهضم عودة الجزائر إلى مركز ثقلها الإقليمي وحرصها على السيادة عنوان الحرية.
توجه وطني عابر للأجيال أكد عليه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق شنقريحة، محددا أن المعركة اليوم تتعلق بالحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية بمفهومها الشامل، تستدعي حشد كل الطاقات قوامها الوعي وكل ما له صلة بالفكر والمعرفة، مصدر القيمة المضافة، لبناء دعائم التفوق.
ويتمثل ميدان هذه المعركة في الفضاء الافتراضي الذي حولته قوى الشر وأذناب الاستعمار الجديد إلى منصات للتهجم وترويج مغالطات وتغيير مفاهيم، ضمن مخططات حرب رقمية، لا يمكن أن تنطلي على الشباب الجزائري وقد حباه الله بشخصية ناصعة تشكلت من منبع أصيل عنوانه الوفاء والإخلاص.
وعلى الرغم من نقائص هنا واختلالات هناك، يفرزها محيط مثقل بتراكمات عشريات من ضياع الموارد وتثبيط للعزائم، أصبحت من الماضي، فإن الأمل معقود على الشباب الجزائري من كل الفئات لحمل أمانة الآباء والأجداد الذين قدموا كل ما كان لديهم، على قلته، من أجل أنفة شعبهم وطهارة تراب بلادهم.
لذلك، ليس غريبا ان يكون هذا الشباب في أجندة تلك القوى المعادية لتحاول يائسة استهدافه بشتى الطرق عبر الفضاء الافتراضي، بعد أن باءت مخططاتها التخريبية المختلفة بالفشل، لأن نفس الشباب يبقى ولا يزال في خندق الوطنية الصرفة التي لا مجال فيها للخداع أو الابتزاز أو التضليل مهما تطورت مناهجه ووسائله التكنولوجية.
إن الرصيد المعنوي المدعوم بالذاكرة الوطنية التي حررها السابقون بالدم والمعاناة، يشكل منبع التزود بالطاقة المتجددة لمواصلة مسيرة البناء، سلاحها العلم والعمل ومناعتها الوعي.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق