شددت الدكتورة حفيظة لطافي، مختصة في النوم بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية بالجزائر العاصمة، على ضرورة أخذ القسط اللازم من النوم خاصة خلال شهر رمضان الكريم، “حفاظا على التوزان الجسدي والذهني للفرد”.
وأكدت ذات المتحدثة أنه عادة ما تحدث تغييرات على نمط الحياة اليومية للمواطن خلال شهر رمضان، سيما فيما تعلق باحترام أوقات نومه، حيث لا ينام في غالب الأحيان إلا بين 3 إلى 4 ساعات، مما يحدث تغيرات على الساعة البيولوجية لجسمه قد ينجم عنها اضطرابات.
وأوضحت ذات الأخصائية أن هذه الاضطرابات صنفين، بعضها ظاهري يبرز في السلوكات اليومية للفرد سواء كان ذلك في الشارع أو الوسط المهني أو خلال السياقة والجانب الأخر باطني هرموني يؤثر في عدة إفرازات منها الانسولين وكذا التأثير على الذاكرة ويظهر ذلك في عدم التركيز.
كما ذكرت بالمناسبة أن مخ الإنسان يفرز هرمونا خاصا بتنظيم النوم والنمو، حيث ينام الإنسان عند الظلام ويستيقظ مع النور ويساعد هذا الميكانيزم الطبيعي على توازن الفرد الجسدي والذهني، وعند حدوث العكس خصوصا خلال شهر رمضان المعظم – كما أضافت – فتحدث اختلالات جمة قد تؤثر سلبا على حياة الإنسان.
وتتسبب هذه الاختلالات –حسبها– في مقاومة هرمون الانسولين واضطرابات في ارتفاع ضغط الدم، داعية الأشخاص الذين لديهم الفرصة للقيام بالقيلولة بأخذ قسط من الراحة لتفادي هذه الاختلالات.
كما يعاني الأطفال المتمدرسون خلال الشهر الفضيل، الذي يتزامن مع الفصل الأخير للموسم الدراسي، من نقص فادح في النوم مما يعرضهم خلال الدروس إلى التعب الشديد وعدم تحملهم لذلك قد يؤدي – حسب ذات الأخصائية- إلى عدم التركيز والفشل الدراسي.
وشددت المتحدثة على الخلو إلى النوم في ساعات محددة والنهوض في ساعات محددة مع احترام مدة النوم التي تتراوح بين 6 إلى 7 ساعات، حسب توصيات المنظمة العالمية للصحة.
وأكد محمد صاحب، 43 سنة، أنه تعود الخلو إلى الفراش خلال الشهر المعظم في ساعة متأخرة من الليل مما يجعله يتلقى صعوبة كبيرة في الاستيقاظ في الوقت لمرافقة أبنائه إلى المدرسة كما يتلقى معاناة شديدة بالعمل لقضاء يومه.
ومن جهتها، أرجعت فاطمة الزهراء ذات 50 سنة، أن انشغالها في تلبية احتياجات عائلاتها من تحضير وجبة الإفطار والسحور تجعلها تركن إلى الفراش في ساعة متأخرة مما يؤثر عليها نفسيا وجسديا خلال اليوم الموالي لمواصلة أشغالها المنزلية، خاصة إذا لم تتمكن من أخذ قسط من الراحة خلال القيلولة.
وأوضح من جانبه شابا في الثلاثينات من عمره، أنه لا يفرق بين ليله ونهاره ولا يتأثر كثيرا من تغيير ساعات نومه خلال شهر رمضان وذلك لممارسته لمهنة حرة وأخذ المدة الكافية للاستفادة من قسط وافر من النوم بالمتجر.