يرى المدير العام للرقمنة بوزارة الرقمنة والاحصائيات، حسان درار، أن الرقمنة في الجزائر “لم تعد خيارا يتم اللجوء إليه عند الحاجة، بل أضحت حتمية يتوجب التكيف معها نظرا للواقع الراهن المرتبط أصلا بالرقمنة”.
قال درار، في منتدى “المجاهد” الذي نظم ندوة خاصة بيوم العلم المصادف ليوم 16 أفريل كل سنة، اليوم السبت، إن التحول الرقمي لا يُقصد به إدراج تكنولوجيات في الحياة مثلما يفهمه البعض، بل يعني الانتقال من ذهنية كلاسيكية إلى مواطنة رقمية”.
وفي شرح لمعنى “المواطنة الرقمية”، أشار المسؤول ذاته إلى “السلوكيات التي يجب على المواطن أن يكتسبها في مجال الرقمنة والعمل على تطبيقها، وهذا من حقوق وواجبات مثل التشريع وعديد النقاط المرتبطة بالعالم الرقمي الذي تسعى الجهات الوصية على تعميمه بالقضاء على الأمية الرقمية”.
وفي هذا السياق، أوضح أن “محو الأمية الرقمية” يهدف إلى جعل المواطن قادرا على فهم العالم الرقمي، حيث لا يكون هدفا سهلا لكل ما ينشر في الموقع الافتراضي عبر عديد مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فايسبوك”.
وربط درار هذا المسعى، بالتغير الذي طرأ على المجتمع بصفة عامة، بعد أن أضحت “الرقمنة” عاملا أساسيا ومهما في حياة الجزائريين، ليضيف:” الثورة الرقمية غيرت الطريقة التي نعمل بها وطريقة التواصل التي نعتمد عليها ما يتوجب التكيف معها”.
ويلفت ممثل وزارة الرقمنة والإحصائيات، إلى “وجوب الحرص على توفير الضروريات المرتبطة بالرقمنة مع دعم الفئات الهشة في الدشور والقرى في جل الولايات الـ 58، لأن الرقمنة تغلغت في عمق حياة المواطنين”.
“وجوب تغيير مفهوم محو الأمية”
وشدد رئيس الجمعية الجزائرية لمحو الأمية “اقرأ”، خليد حسين، لدى تدخله، على ضرورة تغيير مفهوم محو الأمية من تعلم القراءة والكتابة، إلى محو الأمية الرقمية، لأن ذلك -حسب المتحدث- تعد ضرورة قصوى يتوجب العمل معها للقضاء على هذه الظاهرة.
وكشف خليد حسين، وجود 14 مركزا تابعا للجمعية في ولايات الجمهورية، يعتمدون على آليات التكنولوجيا مثل الكمبيوتر، تابلات وعديد التجهيزات الأخرى التي تعتمد عليها “اقرأ” بغرض القضاء على الأمية الرقمية.
ولأن رهان القضاء على هذه الظاهرة أضحى عاما، نوه الرجل الأول في جمعية “اقرأ” بجهود الدولة التي قدمت كل التسهيلات والضروريات من أجل أن تعمل الجمعية في ظروف حسنة ومساعدة على تعليم الراغبين في التخلص من شبح الأمية”.
وفي حديثه عن مهام الجمعية والجمعيات المهتمة بهذا المجال، قال:” لا نملك أي صلاحية من أجل اتخاذ أي قرار في هذه النقطة، لكن نسعى ونرافع وندعم أي القرارات التي تصب في خانة القضاء على الأمية، الكلاسيكية والرقمية”.