تعرف عملية التلقيح توقفا شبه تام عبر كل الوطن، في الوقت الذي تظهر فيه سلالات جديدة للمتحور أوميكرون، ما يجعل الجزائر مهددة بموجات أخرى، وفق ما أكده رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بقاط بركاني، الذي حذر من عواقب الاستمرار في العزوف عن التطعيم.
أكّد الدكتور بقاط بركاني في تصريح لـ «الشعب»، أنّ عملية اللقاح توقّفت منذ انخفاض عدد الحالات لأقل من عشرة، فالجزائريون أصبحوا لا يرون جدوى من أخذ اللقاح، خاصة وأنهم منذ البداية لم يقتنع عدد كبير منهم بضرورة أخذه، بعد أن غذت الشائعات التي روجتها وسائل التواصل الاجتماعي هذه السلوكات الرافضة للتطعيم، حتى عندما كانت الذروات في أوجها، بدليل «أن عدد الملقحين ضد كوفيدـ19 لحد الآن لا يتعدى نسبة 30 بالمائة».
يعتقد بقاط أن السبب في عزوف الجزائريين عن أخذ اللقاح، سببه ضعف الحملات التحسيسية، «لم نر فيها انخراط الجمعيات والمنظمات الوطنية والمحلية، التي تمولها الدولة»، هذه الأخيرة لم تلعب ـ حسبه ـ دورها في التوعية بأهمية اخذ اللقاح، مما ترك المجال للإشاعات التي عششت في الأذهان فكرة أن اللقاح قد يحمل أضرارا، وهذا ما نرى نتائجه، حيث أن هناك كميات كبيرة من اللقاح في غرف التبريد التي كلفت الدولة مبالغ كبيرة من العملة الصعبة تنتظر من يأخذها.
يرى بقاط أنه لا بد من المرور إلى مرحلة ما أسماها بـ «الضغط الجماعي» على مستوى البلديات والولايات وعلى الصعيد الوطني، بداية من فرض اللقاح على عمال قطاع الصحة، الحماية المدنية والموظفين في جميع القطاعات، ويعتبره السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله لدفع عملية اللقاح.
وأشار المتحدث في سياق متصل، إلى أنه علاوة على أن عددا كبيرا من الجزائريين لم يقتنعوا بفكرة التلقيح كحل وحيد لتفادي المضاعفات الخطيرة للفيروس القاتل، هناك صعوبة تطبيق «الجواز الصحي»، لأنّ ذلك يتطلّب الرقمنة، وأجهزة مرقمنة التي يمر منها الجهاز، والتي لا بد أن تتوفر في كل المساحات التجارية والأماكن التي تعرف تجمعا واحتكاكا كبيرا للأشخاص.
كما لفت إلى أنّ مصالح الإنعاش تعرف نقصا في الأطباء المختصين في الإنعاش وكوادر شبه الطبي، نحتاج إليهم في التكفل بالحالات المعقدة التي يسببها فيروس كورونا، والتي غالبا ما تؤدي للوفاة، بدون أن ينسى التذكير بأن اغلب حالات الوفاة بكورونا أصحابها لم يكونوا ملقحين، بما في ذلك الأطباء الذين فقدهم القطاع.
ويبرر بقاط تخوفه هذا انطلاقا من أن الوضع في دول العالم بعد عودة انتشار الفيروس، حتى وان لم تكن كما كانت في بداية الجائحة، إلا أن الصين مثلا لجأت للإغلاق وتطويق المناطق التي تسجل فيها إصابات بسلالات جديدة، تدعو للقلق والتساؤل كيف سيكون انتشار الفيروس؟