بالرغم من الغلاء الذي تعرفه أسواق الخضر والفواكه خلال شهر رمضان، إلا أن المستهلك مغلوب على أمره، ومجبر في شهر الرحمة على اقتناء بعض الحاجيات، ولكن هذه المرة بحذر وبعد رحلة بحث مضنية في السوق وبعد والتدقيق في الأسعار والانتقال من تاجر لآخر، بهدف إيجاد السعر المنخفض، حتى وإن لم تكن النوعية جيدة بالنسبة لأصحاب الدخل المنخفض، والعديد من المواطنين يقتنون بكميات قليلة جدا أي رطل أو كلغ واحد، أما الفواكه التي التهبت أسعارها، فهناك من قرر مقاطعتها، فيما يشتري البعض حبة أو حبتين فقط من كل نوع، خاصة بعد أن حلق الموز إلى سقف 1000 دينار.
بعض التجار الذين يسوقون نصف سلعتهم بسعر محدد، ويجنون من خلال ذلك رأس المال مع ربح مقبول، يقومون بعد ذلك من أجل تسويق السلعة بسرعة، بتخفيض سعر الخضر إلى النصف، ويفضلون أن يستفيد منها البائع والمشتري عوضا عن رميها حتى لا تنخفض الأسعار، وهذا سلوك جيد لبعض التجار يمكن أن يتم تعميمه على الجميع، فعلى سبيل المثال توجد العديد من الخضر والفواكه سريعة التلف، هناك من التجار من يرفض التخفيض من سعرها ويفضل التخلص منها مع النفايات، حتى لا يشتريها الزبون، وهذا السلوك المشين مستهجن من طرف الجميع، لكن مؤخرا أظهر مجموعة من التجار تعاطفهم مع المستهلك، وبدأوا يغيرون من سلوكهم، على أمل أن تنتقل هذه الثقافة الحسنة إلى الجميع.
عدد كبير من المواطنين تجدهم ينتظرون دورهم أمام التاجر الذي يخفض أسعار سلعته، بحثا عن سعر معقول يخفف عنهم ارتفاع فاتورة النفقات، وهذا يعكس تأثر القوة الشرائية في وقت مازالت الأسعار تشهد المزيد من الارتفاع، ويجد المواطن وحده في مواجهة هذا الغلاء غير المبرر، وهذا ما يستدعي أن يلتزم التجار بهامش ربح مقبول، وبالتالي الابتعاد عن الجشع وأحلام البحث عن ربح وفير وسريع على حساب المواطن صاحب الدخل المنخفض أو المتوسط.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق