أكّد المختص في الأمراض المعدية الدكتور عبد الحفيظ قايدي، ضرورة بعث عملية التلقيح التي عرفت ركودا منذ استقرار الوضع الوبائي بسبب عزوف المواطنين، مشيرا إلى أن العملية تندرج في إطار مساعي الدولة للخروج من الأزمة الصحية التي تعرفها البلاد منذ أزيد من سنتين، وتستوجب تغيير استراتيجية التحسيس للوصول إلى المناعة الجماعية.
أوضح الدكتور حول الوضع الوبائي ومدى الإقبال على التلقيح، أنّ الوضع الوبائي في استقرار مستمر وليس زوال الوباء كما يعتقد المواطنون، مؤكدا أن الفرق الطبية في استعداد دائم لأي تغيير، خاصة وأنها اكتسبت الخبرة في كيفية التعامل مع الوباء والتكفل الجيد بالمرضى، لاسيما ما تعلق بحالات الاستشفاء وكيفية التعامل معها، حيث أن المساعي الآن ترتكز على بعث عملية التلقيح.
في هذا الصدد، قال إنّ حملة التطعيم عرفت تراجعا بسبب المواطنين وليس تقصيرا من عمال الصحة، على اعتبار أن مراكز تلقيح مفتوحة دون أن تشهد الإقبال، حيث أكد أن المواطنين يجب أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعي، لأن الوضع الصحي مجهول مستقبلا بالنسبة للأطقم الطبية، تبقى الحيطة والحذر ضروريان لمنع انتشار سلالات الفيروس الأصلي.
واستطرد قائلا «صحيح نعيش استقرارا وبائيا لكننا في ترقب لأنّنا لسنا في منأى عما يحدث في الصين وأوروبا»، موضحا أن ظهور فيروس متحور في بلد ما يجعلنا نتوقع دخوله إلى بلادنا، متأسفا حيال الأرقام الضئيلة التي تظهرها عملية التلقيح عبر نقاط التطعيم في ولايات الوطن في هذه الفترة، التي أعقبت زوال الموجة الرابعة واستقرار الوضع الصحي في البلاد.
كما أشار المختص في الأمراض المعدية، أن إحصائيات عمليات التلقيح جعلتنا ندرك أننا بعيدين عن الهدف الذي تسعى السلطات الوصول إليه، بتحقيق 70 بالمائة من المناعة الجماعية التي تضمن الحماية من المرض، خاصة مع ظهور المتحورات في الصين وأوروبا والكثير من الدول، مما يجعلنا نطالب بتغيير إستراتيجية التحسيس حول حملة التطعيم في بلادنا.
أضاف أيضا، أن نسبة التلقيح ببعض الولايات ضعيفة بل منعدمة أحيانا، الأمر الذي يدعو إلى وجوب العودة إلى مراكز التلقيح، لمواجهة السلالات المتحورة في حال ظهورها، خاصة مع ما يحدث ببعض الدول في المدة الأخيرة، مما يتطلب التفكير بوعي في العودة للتلقيح باعتباره السلاح الوحيد لمواجهة المتحاورات الجديدة، وحماية البلاد من موجة أخرى.
صرّح في هذا الصدد، أن مناعة التلقيح مطلقة وتحمي من الحالات الخطيرة وليس المرض، لأن الملقحين أصيبوا ويصابون بالوباء، لكن ليس بنفس درجة الخطورة، حيث أثبت الموجتان الثالثة والرابعة أن 90 بالمائة من الأشخاص غير الملقحين في حالات حرجة وصلوا إلى الإنعاش والوفيات، بينما الذين خضعوا للتطعيم تعرض البعض منهم لتعقيدات كورونا، لكن تماثلوا للشفاء في مدة أقل.
وأكّد ختاما، أن ضعف عمليات التطعيم يترتب عنه مشاكل عديدة، سواء على الصعيد الصحي المتمثل في عودة انتشار المتحورات أو على صعيد العلاج والتلقيح الذي قد يتعرض إلى انتهاء مدة صلاحيته، داعيا جميع المواطنين التوجه إلى أقرب مركز من أجل تلقي اللقاح للمساهمة في رفع المناعة الجماعية التي تحمي بلادنا من الجائحة.