نظافة المحيط «مرض مزمن» لم نجد له لحد الآن علاجا، وتزداد حدته خلال الشهر الفضيل، حيث الانتشار الواسع للباعة المتجولين الذين يتركون أماكن البيع الفوضوية، داخل الأحياء وعلى قارعة الطرق في حالة يرثى لها من الأوساخ. ويكتمل الديكور بالحشرات المتنوعة والجرذان التي أصبحت تظهر في النهار بضها كان مختفيا أو لا يخرج إلا بالليل.
ولا يمكن إنكار أن المواطنين يساهمون في هذه الحالة المتدهورة للمحيط في المدن، إذ نادرا ما ترى أحد الساكنة يطلب من البائع إزالة ما خلفه من نفايات.
قد تجد من يتأسف للحالة التي تؤثر سلبيا على البيئة، لكن الأمر لا يصل إلى مستوى سلوك يساهم في تغيير هذا الواقع، الذي يبدو أن الكثير من الناس ألِف هذا الديكور المقرف والمقزز الذي شوه وجه المدن.
إن أغرب ما يلاحظ في سلوكات الجزائريين، أن البعض منهم تجده يركب سيارة فاخرة، يقلدون «المتحضرين» في كل شيء، يلبسون آخر صيحات الموضة ويواظبون على الأناقة ويحرصون على امتلاك أحدث الهواتف النقالة وغيرها من تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لكن عندما يصل الأمر إلى النظافة، تجد «الطبع يغلب التطبع، حيث يبقى المتخلف متخلفا مهما كان شكله الخارجي الذي يحاول أن يوحي بالعكس، في طبعه غير المبالي تماما بنظافة المحيط، ولا يهمه أمر البيئة، التي تتدهور يوما بعد يوم، لا تحسيس تأتي نتائجه، ولا قوانين تطبق بصرامة لحمايتها، بالرغم من أنها بكل ما فيها من موارد، تعد موروثا لابد من الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
لكن للأسف فلا حياة لمن تنادي.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق