كلّما توتّر الوضع في فلسطين وتحديدا بالقدس، وباشرت إسرائيل حملاتها المسعورة ضدّ الشعب الفلسطيني وتطاولها على مقدّساته، يعود الحديث عن لجنة القدس وسبب إحجامها عن القيام بدورها في حماية القدس الشريف، وهي المهمّة الرّئيسية التي أنشئت من أجلها هذه المؤسّسة العربية عام 1975 بمبادرة من منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي حاليا)، التي تأسّست بدورها عام 1969 في الرباط بعد جريمة إحراق المسجد الأقصى؛ وكان الهدف من تأسيس اللّجنة، حماية الأماكن الإسلامية المقدّسة من خلال التّصدّي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس طابعها العربي الإسلامي، والحفاظ على تراث المدينة الديني والثقافي.
لكن بعد مرور ما يقارب نصف قرن على إنشائها، لم تستطع لجنة القدس تحقيق الكثير لفلسطين، ولا لمقدّساتها بالرغم من رئاسة الملك محمد السادس لها، وأبانت عن ضعف شديد وظلّت غائبة عن معظم الأحداث التي شهدتها القضية الفلسطينية، ليفقد الفلسطينيّون الأمل فيها تماما، خاصة بعد أن ارتمى المغرب في الحضن الصّهيوني، وبعد هذه الخطوة بات الحديث عن لجنة القدس والدعم المغربي للقضية الفلسطينية مجرّد ضحك على الذقون، كما يقول المغاربة أنفسهم، الذين يتعرّضون للقمع كلّما نظّموا وقفات سلمية مندّدة بالتطبيع وداعمة لفلسطين.
وفي مطلع فيفري 2021، هزّ مشهد نزع علم فلسطين بالقوّة حمله ناشط من المغرب تظاهر ضد التطبيع، الرأي العام المغربي والعربي، وسط انتقادات للسّلطات بالتخلي عن القضية الفلسطينية على الرغم من الخطاب الرسمي الذي يروّج لدعم هذا الشّعب المحتل.
ولا يبدو بأنّ الفلسطينيّين باتوا يلتفتون للكلام الذي يقوله المغرب عندما يحاول إيهام الناس بأنّ اللجنة التي يرأسها ملكه قدّمت الكثير لفلسطين، فحتى الطفل الصغير لم يعد يؤمن بهذا الكلام الذي دحضه رئيس الهيئة الإسلامية العليا للقدس وخطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري عندما قال «إنّ لجنة القدس التي يترأّسها المغرب مشلولة، ولا ننتظر منها شيئا بعد تطبيعه مع الكيان الصّهيوني».
ويعتقد كثيرون بأنّ لجنة القدس تنصّلت من مسؤوليتها، فلم يعد يعنيها تهويد ولا اعتداءات أو اقتحامات، وهي تتعمّد تجاهل الوضع السّائد بالأقصى ربّما حتى لا تثير غضب الصّهاينة.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق