زار رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، قيادة القوات البحرية، حيث تندرج هذه الزيارة في إطار الحرص الدائم والمستمر لتكريس نهج التواصل المباشر مع الأفراد والاستماع لانشغالاتهم المهنية والمعيشية، لاسيما خلال هذا الشهر الفضيل.
قال الفريق السعيد شنقريحة، في كلمة وجهها إلى كافة وحدات هذه القيادة، اليوم، “لقد رسخت الحروب الأخيرة التي شهدها العالم، أهمية القوة البحرية باعتبارها مكونا رئيسيا لا غنى عنه في مسار حسم النزاعات والصراعات الحديثة، وذلك نظرا للخصائص المتفردة لهذه القوة على غرار المرونة والاستقلالية والقدرة العالية على المناورة في عرض البحر، مما جعلها سلاحا استراتيجيا وحيويا، ومن هذا المنطلق، ولأن بلادنا تحوز على مشارف بحرية مديدة تزيد عن الـ 1200 كيلومتر، فقد أولت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، رعاية خاصة لقواتنا البحرية”.
وتابع “هذه الرعاية التي تتجلى، خصوصا، من خلال السهر على الرفع المتواصل لقدراتها العملياتية والقتالية، باعتبارها مكونا أساسيا في منظومتنا الدفاعية وعاملا حاسما من عوامل حماية مياهنا الإقليمية بسواحلها الطويلة، من كافة أشكال التهديدات والمخاطر على غرار الهجرة غير الشرعية والتهريب وكذا الحفاظ على مواردنا البحرية، كما أن هذه الرعاية تهدف أيضا، إلى إعادة الاعتبار للبحرية الجزائرية التي عاشت فترة ذهبية في القرون الماضية، وكانت تعد، دون منازع، سيدة البحار الأولى وقوة يحسب لها ألف حساب في حوض البحر الأبيض المتوسط”.
وواصل “فمثل هذا الماضي المجيد لا يمكن أن يكون إلا مصدرا من مصادر الاعتزاز، وباعثا قويا من بواعث الإصرار على وضع القوات البحرية للجيش الوطني الشعبي، على المسار الصحيح وجعلها قوة رادعة حقيقية، تتماشى سمعتها مع سمعة الجزائر ذات الجذور الثورية العريقة، وتنسجم قدراتها القتالية والعملياتية مع مختلف الرهانات والتحديات والتغيرات الطارئة والمتسارعة التي أصبح يتميز بها عالم اليوم”.