يُفصل رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، في طريقة تعامل السلطات الجزائرية مع عملية التلقيح، التي تعرف في الفترة الأخيرة تراجعا كبيرا وعزوفا من قبل المواطنين على تلقي اللقاح.
يُصرح مرابط، الذي حل ضيفا على منتدى “الشعب أونلاين”، اليوم الثلاثاء، أن “السلطات في الجزائر كانت لها نظرة مختلفة عن دول في التعاطي مع عملية التلقيح، رغم أنها كانت من الدول الأوائل الذين انطلقوا في حملة التلقيح ضد الفيروس التاجي، التي بُرمجت يوم 30 جانفي 2021”.
ومن الأسباب التي جعلت نسبة الملقحين في الجزائر لم ترتفع إلى 50 بالمئة، -حسب محدثنا- التأخر في اقتناء الكميات المناسبة لانطلاق العملية، حيث تم استيراد 50 ألف جرعة “سبوتنيك” وبعدها لقاح “أسترازينيكا” التي كانت نفس الكمية، وهي قليلة جدا ولا تلبي حاجيات المواطنين في تلك الفترة”.
ويضيف “في بداية الحملة واجهنا ضغطا رهيبا في المستشفيات والمؤسسات الصحية، لكن نقص اللقاح تسبب في عدم التعامل مع الوضع بشكل مناسب وساهم ولو بنسبة قليلة في عدم الاهتمام به إلى غاية ولوج الموجة الثالثة من الفيروس التاجي ثم الرابعة.
ويشير ضيف “الشعب أونلاين” إلى أن “المواطنين تجاوبوا مع الحملة بشكل مقبول شهر ماي من السنة الماضية، لأسباب عديدة منها الخوف من الموجة الثالثة للفيروس بعد أن أضحت بعض الدول مسرحا لتسجيل وفيات وإصابات بالآلاف يوميا جراء تفشي متحور “دلتا” الذي أنهك المنظومة الصحية بالجزائر في جويلية”.
وفي حديثه عن الوقت الراهن، يذكر رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، أن “كل شيء متوفر من لقاح بأنواع متعددة والمؤسسات الصحية إضافة إلى طريقة التعامل مع المواطنين بتكثيف الحملات التحسيسية، إلا أن العزوف أضحى العلامة المسجلة في هذه العملية الواجب أن تكون في مستوى عال في ظل تراجع عدد الإصابات إلى الصفر”.
وبخصوص أنواع اللقاحات المستعملة في الجزائر، أشار إلى لقاح “سبوتنيك”، “سينوفاك”، “سينوفارم”، “أسترازينيكا” و”جونسون” الذي يعد اللقاح الأكثر طلبا في الجزائر بسبب نسبة الحماية التي يقدمها لجسم الإنسان حيث تبلغ مدة 6 أشهر، وجراء العزوف أصبحت كميات كبيرة من اللقاح معرضة للتلف.
وأثناء عرضه يلفت مرابط إلى أن اللقاح المصنع في الجزائر “كورونا فاك” لم يُستعمل بعد حتى يتم استخدام كل الكمية المتوفرة.