تعرف سوق الملابس في الأيّام الأخيرة من رمضان انتعاشا نسبيّا تحضيرا للاحتفال بعيد الفطر خاصّة بالنّسبة لملابس الأطفال.
قال رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، في منشور في الصفحة الرسمية للجمعية بـ “فايسبوك”، اليوم، إن ملابس الأطفال يزيد عليها الطّلب بأكثر من 50%، ومعظم الملابس المعروضة في الأسواق حاليا من مخزون السّنوات الماضية التي عرفت كسادا و ركودا بسبب وباء “كوفيد19”.
وأوضح بولنوار، أن الإنتاج الوطني كان لا يتجاوز 10% قبل 3 سنوات الأخيرة فإنّه الآن يمثّل حوالي 25% من حجم سوق الملابس، بعد اقتحام الكثير من ورشات الخياطة والتّصميم المنافسة لتلبية الطّلب وتعويض النّقص الكبير خاصّة بعد التوقّف الاضطراري من استيراد الألبسة الصّينيّة خلال السّنتين الماضيتين.
وأشار المتحدث إلى أنّ الكثير من ورشات الخياطة والتّصميم التي يزيد عددها على 3000 ورشة تستفيد حاليا من برامج تكوين وتأهيل سواء بمراكز التّكوين المهني أو غرف الصّناعة التّقليديّة، و مع أهميّة الخطوة لكنّها تبقى غير كافية لرفع التحدّي وتلبية الطلب المتزايد في سوق الملابس التي تقارب قيمتها 5 ملايير دولار و 4 ملايير منها قيمة الاستيراد.
وحسب المهنيّين –يقول بولنوار- “يكمن الحلّ في تشجيع تلك الورشات بتوفير المادّة الأوليّة مثل ( القماش – المطاط – الأزرار) و تنظيمها في شكل تعاونيّات للقدرة على المنافسة وأيضا في تجسيد مشاريع الصّناعة التّحويليّة لاستغلال الثّروتين المهدورتين في الجزائر ( الجلود و الصّوف ) و هو ربح ضائع يمكن أن يفتح آلاف مناصب الشّغل و يقلّص الواردات و يدرّ الملايير.
وتأسف رئيس الجمعية، لعدم استغلال الجلود التي ترمى في المذابح ” للأسف الجزائر لا تستغلّ أكثر من 15% من أكوام الجلود والصّوف التي ترمى يوميّا عبر المذابح و المسالخ”.
ونوه بولنوار أن معظم الألبسة المستوردة حاليا مصدرها تركيا لنوعيّتها المقبولة ولسعرها المعقول ” للعلم معظم الملابس المستوردة حاليا تدخل عبر تجارة الشّنطة أو الكابة “.
ويلجأ الكثير من المواطنين والمواطنات حسب رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، إلى مساحات بيع الألبسة المستعملة لانخفاض أسعارها ولضعف القدرة الشرائيّة، حيث تعرف سوق الملابس ارتفاعا نسبيّا في الأسعار نتيجة تراجع التّصدير في البلدان المنتجة وارتفاع أسعار المواد الأوّليّة و تكاليف الشّحن والنّقل إضافة إلى انخفاض قيمة العملة الوطنيّة.