تسوء أحول الدراما الجزائرية من سنة لأخرى، ويزداد الإنتاج الفني التلفزيوني من مسلسلات اجتماعية و»سيت كوم» وحلقات «الكاميرا الخفية» تراجعا من عام لآخر،، ضعف في التأليف والسيناريو والأداء والإخراج، وموعد بث في رمضان يثير ككل مرة انتقادات وانزعاج المشاهدين.
مواضيع خادشة للحياء وأخرى تخطّت الهزل إلى المهزلة، أدوار يؤدّيها هوّاة ودخلاء على الفن والتمثيل، بعد أن تمّ تغييب أهل الحرفة من ممثلين وممثلات لهم باع في الأداء التليفزيوني والسينمائي، واستبدالهم بصانعي المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي.
هو حال الإنتاج السمعي البصري، الذي يحاول تجّاره من منتجين وأصحاب قنوات فضائية متعدّدة تقديمه أو بالأحرى فرضه على المشاهد، دون مراعاة لخصوصيات مجتمع محافظ وذوّاق جميل.
هي برامج تقوم غالبا على العنف اللّفظي والجسدي، وعلى الاستهزاء وخدش المشاعر واستفزاز ضحايا محاولات الفرجة والتسلية، في غياب أدنى رقابة للمحتوى قبل البث، ليجد المشاهد نفسه أمام مسلسلات وبرامج فكاهية لا تعكس واقعه البتة ولا تسلّيه أيضا.
والغريب في الأمر أنّ المحتوى يتكرّر من قناة إلى أخرى، وحتى بعض الوجوه تجدها حاضرة في أكثر من مسلسل، حتى يتخيّل للمشاهد أنه تسلسل لإنتاج واحد مبرمج في أكثر من قناة.
ما نشهده اليوم من تدني في محتوى السمعي البصري المقدّم خلال الشّهر الفضيل، هو عبث بمعنى الكلمة وعدم اكتراث أصحاب هذه المسلسلات والحصص غير الفكاهية لما يريده المشاهد، وتعد صريح على أخلاقيات مهنة الفنان.
هذا الأخير الذي وجد نفسه مهمّشا تماما، ومقصيا من المشاركة في هذه الانتاجات بحكم الأولوية اليوم لأصحاب المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يملكون آلاف المتابعين، وبالتالي يشكّلون بذلك الطعم الذي يصطاد به تجار السمعي البصري المشاهدين.
هي إذا قضية «بزنسة» يكون فيها الربح على أساس معاصرة مواقع التواصل وما يعاش افتراضيا، ومحاولة تقديمه لجمهور يحتاج أكثر من ذي قبل إلى فن حقيقي حامل لرسائل تعكس واقعه، وتحاكي مشاعره وتطلّعاته، لا خزعبلات وأعمال غاب عنها الفن كليا وحضرت فيها الرّداءة.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق