في مبادرة نادرة، ولم تكن منتظرة في عز ندرة مادة الزيت، ووسط التهافت الكبير لاقتناءها من طرف المستهلك عبر طوابير طويلة، وبالنسبة للبعض يعني خوض رحلة بحث مضنية على مستوى الفضاءات التجارية ومحلات بيع المواد الغذائية، قام بعض التجار بعرض هذه المادة الواسعة الاستهلاك والضرورية للطهي على واجهة المحل أو عند باب المحل التجاري وبالقرب من الرصيف حتى يراها المشتري، في محاولة للتخفيف من حدة الندرة; وللتوضيح بأنها متوفرة حتى يخف الاضطراب والضغط على طلبها، في ظل على ما يبدو أن الكمية حتى وإن كانت مضاعفة عن السابق لن تكفي في حالة الاقتناء بشراهة، وكأن هذه المادة ستختفي بشكل تام ونهائي من الأسواق.
بداية تلاشي سلوك الوساطة والاحتكار لاقتناء حاجيات المستهلك، أي أن التاجر يمنح المستهلك وحدة زيت بحجم 5 لتر، من دون معرفة مسبقة أو واسطة، يجعل الزبون يقتنع بأن الزيت غير مفقودة، كما يروج إلى ذلك من خلال سلوكات التجار والزبائن في وقت واحد، لذا من الضروري تعميم مثل هذه السلوكات الجيدة التي وحدها تمحي وتصحح اللهفة والطوابير، ومن ثم وتلغي طلبا يفوق العرض، بسبب هاجس النقص الذي لا يوجد له محل على أرض الواقع.
يترقب المستهلكون انتهاء شهر رمضان، وبالتالي التقليل من الإقبال المبالغ فيه وغير معقول على اقتناء المواد الأساسية وتخزينها من دون مبرر، وكأن أزمة خانقة تلوّح بالأفق، مثل ظاهرة شراء مادة الدقيق بكمية كبيرة وبعد فترة تتلف هذه المادة المدعمة، ويضطر صاحبها إلى رميها، فيكون المستهلك قد تسبب في ظاهرتين الندرة والتبذير في وقت يحتاج إلى مورد مالي إضافي ليغطي نفقات أخرى، على أمل أن يتجند الجميع أي تجار ومواطنين للوقوف في وجه من يتسبب في الاحتكار والمضاربة، خاصة بعد أن سوّقت أسعار أكياس السميد والحليب والزيت بثمن مضاعف، أي بإمكان تصحيح كل إختلال، لأن المستهلك سيد في قراره ويمكنه أن يساهم في وقف نزيف اللهيب الذي فاق الحد.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق