ليس كل التجار سواء، يوجد منهم الانتهازي والحقيقي البعيد عن فخ التجاوزات، فتجد سلوكه مرن يتعاطى بإيجابية مع الزبائن سواء كانوا صغارا أو كبارا، وكل من يتعامل معه ويدخل محله التجاري، يستحسن معاملته للزبائن، حيث يمارس تجارته بمهارة واحترافية من دون أن يلجأ إلى أساليب مقيتة ومستهجنة. هناك من التجار من يأسر المستهلك، ويصر هذا الأخير أن يكون زبونا وفيا، فجميع احتياجاته يقتنيها من هذا التاجر المعتدل، لأنّ كثيرا ما تكون المعاملة الجيدة للمواطنيين سبب نجاح وازدهار التاجر، فأحيانا يعرف هذا التاجر كيف يخفض الأسعار ويشتهر في الحي بأنّ أسعاره تنافسية مقارنة بمحلات أخرى يشترك معها في النشاط التجاري فجميع الأنظار وكل الإقبال سيتمركز في محيط محله التجاري.
إنّ بعض التجار ينجحون في هذه المهنة، بسبب لباقتهم، حيث عندما يحضر الزبون يستعملون كل الطرق الجيدة والأساليب الجذابة لجعله يخرج منتشيا بالراحة والرضى، وهناك تجار عندما تقتني من محلهم كمية معتبرة من المواد الاستهلاكية على سبيل المثال، أي حقق معك ربحا، فتجده قبل خروجك من المحل التجاري يمنح طفلك الصغير الذي يرافقك علبة شوكولاتة صغيرة، بينما الخضار عندما تشتري قيمة مبلغ مهم من مختلف الخضر يمنحك حزمة بقدونس أو رأس «كرفص» مجانا، وأحيانا يعرض عليك بعض التجار منحك كل كمية الخضر أو الفواكه المتبقية في الصندوق مقابل أن يخفض في السعر ويجعله مقبولا وأحيانا أخرى مغريا. كل هذه الأساليب والسلوكات تغير كثيرا من وجه السوق ومن التعاملات التجارية، حيث يمكنه أن تفضح كل تاجر تجاوز حدود القواعد التجارية وضرب بها عرض الحائط، وتعميمها يسقط كل المشاكل التي تحاصر الزبون من غش وتحايل ومضاربة وخداع.
للأسف، تندر مثل هذه التعاملات عبر العديد من الأسواق والمحلات التجارية المختلفة حيث يغلب على العديد من التجار السلوك الذي يضع المستهلك في شك مستمر خلال عملية إقباله على العرض بالأسواق.