ينتظر أن تكشف وزارة المجاهدين عن الفريق الفني والتقني والإداري الذي سيشرف على تجسيد ملحمة :”ألا فاشهدوا ” احتفاء بعيد الاستقلال الستين.
كلفت وزارة المجاهدين إحدى المؤسسات الوطنية المختصة للإشراف على الإنتاج التنفيذي، بإجراء كاستينغ موسع لإختيار عشرات الممثلين للعب أدوار الشخصيات التاريخية من نساء ورجال، وكاستينغ آخر يختص بالكوريغرافيا، التي يجسد فنانوها لوحات فنية تترجم الأحداث التاريخية المتعددة طبقا لما يحتويه نص السيناريو .
الملحمة ترسم المعالم الكبرى لتاريخ الجزائر
وملحمة ” ألا فاشهدوا “عمل درامي يرسم المعالم الكبرى لتاريخ الجزائر منذ آلاف ويعنى ليس فقط بالجوانب البطولية وصراع مختلف الحضارات المتعاقبة على منطقتنا المغاربية عموما والجزائرية تحديدا ، وهو تاريخ معقد وغني بالأحداث ، ولكن إضافة إلى ذلك يرسم هذا العمل الملحمي الكبير، الجوانب المتعددة في تاريخ الجزائر كالإسهام في الأدب والدين، والفكر لنساء و رجال إنبثقوا من على هذه الأرض ، وتركوا بصمات متميزة أغنت الجهد الذهني والعلمي للجزائر، بوصفها منطقة نفوذ تاريخية وتماس حضاري وتنوع ثقافي ، انصهرت كل هذه المعطيات لتشكل الهوية الوطنية في أبعادها الإنسانية .
وأيضا ملحمة “ألا فاشهدوا ” التي تنسحب أحداثها على آلاف السنين أعطت حيزا هاما لتاريخ الجزائر المعاصر، في صراعها ضد المحتل الأخير ، عبر المقاومة، والنضال السياسي الوطني، وثورة التحرير المباركة التي اقتلعت جذور الاستعمار وأحدثت قطيعة مع الكولونيالية العالمية، وهو الأمر الذي تحتفي به الجزائر في ذكراها الستين لاستقلالها واسترجاع السيادة . واستشرفت الملحمة في لوحاتها الأخيرة مدى الإنجازات الكبرى التي تحققت عبر الاستقلال .
للإشارة، هذا العمل بعنوان “ألا فاشهدوا ” ، تم اختياره في مسابقة وطنية أجرتها وزارة المجاهدين ، وتنافس عليها عشرات كتاب السيناريو، وأشرفت على اختيار هذا النص لجنة وطنية من المختصين في عديد الأجناس الأدبية والدرامية، تمكنت بعد قراءة الأعمال المشاركة في المسابقة طيلة شهور سابقة، ليتم اختيار هذا النص على قواعد وشروط موضوعية، تشتمل على التدقيق التاريخي لآلاف السنين، إضافة إلى ما تستوجبه الأعمال الدرامية في السيناريو من سرد وحبكة وإحاطة بمجال الديكور والملابس والإكسسوارات ،والموسيقى والألحان، والمؤثرات الإضافية السمعية والبصرية، وإدخال التكنولوجيات الحديثة مثل المابنغ والأولوغرام والكوريغرافيا، وباقي العناصر الفنية والتقنية واللوجيستية لتحقيق الفرجة والإمتاع وإعادة إحياء التاريخ الوطني، ليكون مجال حياة وتدبر واستثمار في رصيدنا القيمي بوصف الجزائر أمة تاريخية لها وعليها أدوار لعبتها في منطقة البحر المتوسط سابقا ولاحقا إلى جانب الأمم المتساكنة على ضفتي المتوسط .
وراعى صاحب النص الأستاذ الصادق بخوش ضرورة أن يبرز التنوع الهائل في ثقافة الجزائر في مجالات الطبوع الموسيقية والمقامات اللحنية والرقصات المعبرة والملابس المختلفة، والديكورات التجسيدية عبر تعاقب مراحل التاريخ .