وجّه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رسالة إلى الجزائريين، بمناسبة اليوم العالمي للشغل، المصادف ليوم أول ماي من كل سنة.
قال رئيس الجمهورية، حسب بيان رئاسة الجمهورية، أن حماية القدرة الشرائية والحفاظ على مناصب الشغل والرعاية الاجتماعية من الأولويات التي “نوليها اهتماما خاصا ونعمل على رصد ما أمكن من موارد مالية لها لاسيما لصالح الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المحدود والفئات الهشة”.
وشدد الرئيس تبون، على أن الدولة حريصة على الحوار الدائم مع الشركاء الاجتماعيين لضمان الشفافية والالتزام التام بالقوانين عندما يتعلق الأمر باحتجاجات مطلبية.
وبخصوص اليوم العالمي للشغل، أشار الرئيس إلى تتعدد مظاهر تكرمي العاملات والعمال تنويها بمزايا التفاني والالتزام في مواقع العمل نجدد عزمنا على الاستمرار في الإصغاء للانشغالات الأساسية في عالم الشغل بحثا عن أنجع المقاربات لتعزيز المكاسب التي تحققت في أقل من سنتين.
وأضاف: “وفاء لالتزامي بالسهر على حماية حقوق العمال والحفاظ على مكتسباتهم المهنية والاجتماعية فبالإضافة إلى إلغاء الضريبة على الدخل لفائدة ذوي الدخل المحدود ومراجعة النقطة الاستدلالية واستحداث منحة البطالة وتحسين معاشات المتقاعدين سيظل التفكير منصبا على توسيع مجالات الاستيعاب بناتنا وأبنائنا البطالين”.
وواصل رئيس الجمهورية، لعل “التوجه الذي باشرناه لرفع العراقيل عن المشاريع الاستثمارية وأفضى إلى توفير 33171 منصب عمل إلى حد اليوم وحرصنا على إدماج فئات واسعة لأصحاب عقود ما قبل التشغيل من المؤشرات المكرسة للطابع الاجتماعي للدولة والدالة على الإرادة القوية للتكفل التدريجي بتطلعات المواطنات والمواطنين بحياة كريمة وإطار معيشي لائق”.
وتابع: “إذ نتقاسم مع شعوب العالم مغزى الاحتفاء بعيد العمال المتوج لنضالات الطبقة الشغيلة من أجل كرامة العمال تقفون أخواتي العاملات إخواني العمال في الوقت نفسه في هذه المناسبة لاستلهام دروس النضال أسلافكم عبر مراحل متعاقبة”.
إشادة بمحرري البلاد وضحايا الإرهاب وكورونا
وأضاف الرئيس تبون: ” نقف عند محطة تاريخية في مسيرة النضال الوطني وهي تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين في خضم الكفاح المسلح في 24 فيفري 1956، والتاريخ نفسه الذي استشهد فيه البطل عيسات إيدير شعلة الثورة المباركة مع الشهداء والمجاهدين”.
وقال رئيس الجمهورية إن “الرجال الذين كانوا طلائع الكفاح ثم خاضوا بعد الاستقلال الوطني بشرف واقتدار معركة بسط السيادة الوطنية على ثرواتنا هم قدوة عاملاتنا وعمالنا الغيورين على الجزائر ووحدة شعبها المقدسة”.
وتابع: ” إنني لأنحني إجلالا لتضحياتهم الجسام وأترحم بخشوع على من نالوا الشهادة دفاعا عن الجزائر أثناء الكفاح المسلح وخلال سنوات الإرهاب الهمجي من عمال وعاملات ومن نشطاء نقابيين وطنيين اغتالتهم أيادي الغدر وعلى رأسهم الشهيد عبد الحق بن حمودة”.
وواصل:” أترحم على كل العاملات والعمال في كل القطاعات والمواقع الذين فقدانهم وهم على جبهة مكافحة فيروس كورونا والذين نحسبهم من شهداء الواجب الوطني عليهم جميعا رحمة الله”.
توجيهات خاصة
ولفت الرئيس تبون إلى اسدائه التوجيهات لإعداد قانون إطار ينظم العمل النقابي لإثراء أكبر لمحتواه من خلال التشاور والنقاش مع المهنيين على أن يراعي مشروع القانون المواثيق والاتفاقيات التي صادقت عليها الجزائر والتمثيل الحقيقي للنقابات والالتزام بترقية الجانب الاجتماعي والمهني للعمال بعيدا عن النزاعات السياسوية التي أفرغت العمل النقابي من روحه الحقيقية.
ودعا رئيس الجمهورية، كل المنظمات النقابية المهنية للعمال إلى إدراك حجم مسؤولياتها تجاه العاملات والعمال والمؤسسات والدور المنوط بها لضمان الاستقرار الاجتماعي وتطوير الإنتاج والرفع من المردودية والتأقلم المستمر مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية خاصة وأن التطورات التي يمر بها العالم تستوقفنا لشحذ الهمم وكسب رهان تحديات التنمية المستدامة وخوض غمار الرقمنة واقتصاد المعرفة، وهي أهم مرتكزات نجاح الأمم وازدهارها.