انقضت أيام رمضان المبارك، وهلّت أنوار العيد تكلّلها أنوار القبول، وتزينها بسمات الأطفال، مفعمة بالتهاني والأمنيات الجميلة بعد أن أحاطت بنا شلالات من رحمة الله، مع نهاية الجائحة.. ولكن، لا ينبغي أن يفوتنا أن أجواء الفرح التي نعيش، حرم منها كثيرون يجب أن نذكر لهم فضلهم.. هي فرحة عظمى، قُدّر على كثيرين لأن يعيشوها بعيدا عن أهليهم وذويهم كي يكونوا في خدمة الجزائريين جميعا، ويتيحوا لهم قضاء العيد في أجواء الأمان والطمأنينة..
لا ينبغي أن ننسى فضل المرابطين على الثغور الذين يحمون بأرواحهم الحدود الوطنية.. إنهم أسود الجيش الوطني الشعبي الذين يسهرون كي ننام، ويضحون بزهرات أيامهم كي ينعم الوطن بالأمن، ومثلهم رجال الدّرك الوطني، ورجال الشّرطة الذين قضوا يومي العيد في خدمة الناس..
ولا ينبغي أن ننسى فضل المرابطين بأقسام الاستعجالات بجميع المستشفيات والعيادات الصّحية، كي يقدّموا حبّات الشّفاء عند كلّ طارئ، ويصلون اللّيل بالنهار من أجل إخماد الأوجاع، ومتابعة الأوضاع الصعبة للمرضى، دون كلل ولا ملل.. ولا يختلف الصيادلة المكلّفون بالمداومة..
ولا ينبغي أن ننسى فضل أولئك الذين ظلوا يذرعون الشّوارع من أجل الحفاظ على نظافتها، والعاملين بقطاع توزيع المياه، وكلّ الذين بذلوا جهودهم المنيرة في تقديم خدماتهم للمواطنين، والسّهر على قضاء الحوائج.. لا ينبغي أن ننسى فضل كل الذين فوّتوا على أنفسهم قضاء يومي العيد بين ذويهم، كي يضمنوا مواصلة الخدمات المهمّة، حتى وإن مرّت دون ذكر، ولا شكر..
يجب أن لا يفوتنا أن فرحة العيد، وأجواء السعادة والهناء التي عشناها، إنما تشترك فيها جهود كثيرين يعملون في صمت، ولا يريدون جزاء ولا شكورا، مع سابق علمنا أنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس..