رافع فاعلون في قطاع الإعلام إلى الابتعاد عن الأخبار الكاذبة «فايك نيوز» لكونها معلومات زائفة، وأخبار مضللة وخاطئة، الهدف من ورائها نشر الفتنة والبلبلة، وزعزعة الأمن العام للمجتمع، حيث وصفها هؤلاء بأنها نوع من أنواع الحرب النفسية، وقد يكون الهدف منها مادي أي جني المال، أو تدمير شخص أو كيان ما، ويتم نشر هذه الأخبار من خلال جميع أنواع الاتصال، منطوقة، مكتوبة ومرئية».
قال الأستاذ في كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر 3، حسين حني في تصريح لـ «الشعب «، إن صناعة الأخبار الكاذبة تعتمد على تطويق الرأي العام بالبيانات المزيفة والمعطيات والتحليلات المفبركة، على استثارة حالة من الخوف، أو بعث حالة من الترهيب، تجاه ما يراه القائم بالفبركة خطرا يهدد البيئة المحيطة بالجمهور.
واستطرد قائلا: «قد تتجاوز شبكة المفبركين دافع التخويف إلى إثارة حالة الرعب وسط الجمهور، وانتشار الفوبيا والكراهية إزاء ما تعتبره خطرا مهددا لنسق الحياة العامة»، أو لأنموذج النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقيمه الثقافية والرمزية والأخلاقية التي يراد لها أن تكون عبر صناعة الأخبار الكاذبة بديلا عن الخطاب المنافس ومنظومة قيم الجهة المنافسة.
في حديثه عن طرق معالجة انتشار الأخبار المغلوطة في خضم التواجد الإعلامي وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، شدد الأستاذ على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التحقق من الأخبار المنشورة والحقائق المرتبطة بها، حيث بمقدوره أن يسأل أسئلة أساسية لمساعدته على التحقق من الخبر مثل: من نشر الخبر؟ متى نشر؟ أين مكان القصة؟ وكيف نشرت على الانترنت؟ من صاحب الحساب؟ وهل يرتبط بمنظمة أو مؤسسة معينة؟ هل الحساب الذي نشر الخبر جديد على وسائل التواصل أم أنه موجود منذ فترة؟ وإذا كان موجودا فما طبيعة الأخبار التي ينشرها في العادة؟
وتخضع الصور -بحسبه- لنفس العملية، حيث يمكن التأكد منها من خلال حفظها ومن ثم تحميلها على أداة للبحث الآلي المخصص بالصور على موقع «غوغل» ورؤية كل الأخبار المتعلقة بالصورة، و من المهم أيضا الالتفات للتفاصيل، إذ يغير بعض الأفراد الصور حتى تتفق مع خبر معين أو قصة يريدون أن يروّجوا لها، لذا يتعين تدقيق النظر في الصورة والتأكد أن كل العناصر الموجودة فيها صحيحة ولا تلاعب بها، إضافة إلى وجوب النظر في اللغة والتأكد من السياق وإتباع الحيطة من العناوين المضللة والتلاعب بالتصريحات.
وبخصوص الأخبار الكاذبة ومواقع التواصل الاجتماعي، أفاد الأستاذ حني، أن الشائعات والأخبار الزائفة ليست بظاهرة جديدة، غير أن التطور التقني الحديث ومعه انتشار وسائل الاتصال الحديثة شكلا بيئة آمنة وأرضية خصبة لترويج الأخبار الكاذبة لتعج الساحة الإعلامية بفيض من المواقع الإخبارية الإلكترونية التي تفتقر لآليات عمل هذه المهنة.
وبشأن دور الجامعة في تكوين الطلبة، قال الأستاذ إن التكوين الصحافي والبحث العلمي في مجال علوم الإعلام والاتصال بالجزائر مهم جدا، خاصة وأن الجزائر تعتبر ثاني بلد في إفريقيا، أُنشأت فيه مؤسسة جامعية لعلوم الإعلام والاتصال وأول بلد مغاربي تستقل فيه هذه العلوم عن علوم أخرى، غير أن هناك العديد من النقائص المسجلة في مسار التكوين النظري لطلبة علوم الإعلام والاتصال في الجزائر، وخلص إلى القول: «هذا ما نتمنى من الجهات الوصية الانتباه له».
وأكد ختاما ضرورة إعادة بناء هذا التخصص أكاديميا معرفيا وتنظيميا، وذلك لعدة أسباب تتعلق بما تعيشه الجزائر اليوم من حرب إعلامية شرسة، ما يتطلب منا تكوين أخصائيين ذوي خبرة عالية في الإعلام والاتصال، وعلى وجه الخصوص في مجال الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل مواجهة الحروب المعلوماتية والرد عليها.