نظم المركز الوطني للأرشيف، معرضا خاصا باليوم الوطني للذاكرة بعنوان «أعلام وأحداث من الذاكرة الوطنية»، أمس، مع عرض فيلم وثائقي أنجزه صحفيان من بلغاريا قبل الاستقلال يصور معاناة اللاجئين الجزائريين، وفرحة استرجاع السيادة الوطنية.
قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة والأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي، في مداخلته، إنه «يجب علينا تصفح شيئا من الذاكرة لنعتبر من الدروس ونرسم طريق إيصال هذا التراث التاريخي المشحون بالمشاعر المختلفة بالحزن والفرح، وليس لبث الكراهية».
دعا الموظفين بمركز الأرشيف الوطني لتصفح الوثائق الأرشيفية الموجودة بالمركز، منها تقارير جنرالات فرنسا، لأنها أدلة قاطعة على جرائم الاستعمار، والعمل على إيصالها للأفراد ليتغذى بها.
وقال: «الأدلة القاطعة بين أيديكم، عليكم أن تنظروا كيف تصل إلى الأفراد، لنتصالح مع أنفسنا ونعرف الجهد الذي بذل من أجل تحرير وبناء الجزائر».
أكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة والأرشيف الوطني، أن فهم وخدمة تاريخ بلدنا يتطلب أن نجعل من كل متعلم باحثا.
أوضح، أن الذاكرة أوسع من التاريخ، لأنها تفسر العلاقات بين الأفراد، وهذا الأمر لا يوجد في الوثيقة التاريخية.
أبرز ضرورة معرفة الظروف التي كتبت فيها الوثيقة التاريخية، للتأكد من صحة الواقعة التاريخية ومحتوى الوثيقة.
شدد على وجوب توخي الحذر عندما نتناول وثيقة إدارية للوصول إلى شيء من الحقيقة، مشيرا إلى ضرورة تقديم الذاكرة للجيل الصاعد على مراحل.
أضاف: «رئيس الجمهورية حرص على ربط الأرشيف الوطني بالذاكرة، وأن لا يتنازل عن التاريخ والذاكرة، أعتقد أنها رسالة يوجهها للجميع، أنه مهما كانت أفكارنا ومشاريعنا مستقبلا، فإن مصلحة الجزائر فوق كل شيء».
ما عاشته الجزائر ملحمة
أضاف، «أنا مقتنع أن ما عاشته الجزائر منذ القدم إلى اليوم، ملحمة تستحق أن نذكرها ونحتفظ بها ونطبقها بكل المبادئ التي جاءت بها بأيام عزها ونكساتها».
و استحضر شيخي صورا بقيت خالدة في مخيلته عن معاناة الجزائريين إبان الاحتلال الفرنسي، خاصة صورة تلك المرأة التي كانت ضحية القصف بالنابالم بغابات جرجرة وابنها يبكي بجانبها، ولحسن الحظ عثرت عليه كتيبة من جيش التحرير الوطني كانت متوجهة نحو تونس وأخذته معها ليعيش في مراكز اللاجئين بتونس.