ينبغي أن يعلم الاحتلال أن تصفية أيقونة الصحافة الفلسطينية الشهيدة أبو عاقلة، لن تزيد الصحافيين الفلسطينيين إلا قوة وإصرارا على مواصلة استكمال مسار الدفاع عن قضيتهم العادلة بصدور عارية وصوت عال وعزيمة لا تهاب غطرسة القوة، وينبغي أن يعلم الاحتلال أن في فلسطين الآلاف من أبو عاقلة، لن ينقطعوا عن تعرية الحقيقة أمام الرأي العام العالمي، لأن الموت والحرية في كفة ميزان واحدة، والمواجهة مع المحتل محسومة في الوعي الفلسطيني يتم خوضها من دون تفكير أو حسابات.
الجميع أدرك أن اغتيال أبو عاقلة، كان مخطط ومقصود، وإنذار لكل من يحاول نقل جرائم الاحتلال بدقة ومصداقية بشكل آني ومتواصل، والجميع يدرك أن أبو عاقلة كانت تفضح جرائم الاحتلال باحترافية ومن قلب المعارك الشرسة، فكانت صوتا قويا فضح خطر مشاريع الاستيطان التي يحاول الاحتلال التعجيل بتجسيدها لتصبح أمرا واقعا ومن ثم محاولة تفريغ فلسطين من شعبها بكل الوسائل وبمختلف الطرق الجهنمية واللإنسانية المتاحة، كانت أبو عاقلة تحمل فلسطين وهموم الإنسان الفلسطيني في وجدانها والقضية الفلسطينية في ذهنها محاولة عبر نقل الحقيقة تحريك الضمائر الحية بالعالم، لإنصاف شعب قطع سبعة عقود من الكفاح. كم هو جبان الاحتلال الصهيوني..! وكم هو أحمق الكيان الصهيوني.! كيف تهزمه شجاعة امرأة سخّرت حياتها لقضية وطنها، فظن أنها تشكل خطرا على مشروعه الاستعماري بل يعتقد أن أبو عاقلة أخطر من آلة عسكرية، فقرر أن ينه حياتها متخفيا وراء قناع قناص، ليخفي ضعفه وخوفه وجرمه.
الاحتلال الصهيوني يعتقد ببلاهة وقصر نظر أنه برصاصة غدر مبيتة، يمكنه أن يكتم صوت الحقيقة، ويغطي عن جرائم تنكيل وتوسع استيطاني، لا تنتهي ولا تغتفر من طرف الإنسانية، فلا يمكنه أن يبرر ما لا يبرر من سفك للدماء وزهق للأرواح وسطو شرس بشكل يومي على ممتلكات الفلسطينيين ومقدساته الشامخة بتاريخ عريق بصفحات طويلة لا يمكن تزييفه وحضارة يصعب أن تنسب لغير أصحابها حتى بعد مئات السنين، لأن كفاح الفلسطينيين متواصل لن يتوقف مهما توالت الأجيال إلى غاية استرجاع الأرض وافتكاك الحرية وبسط السيادة على كل شبر من أرض فلسطين.٣
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.