انطلقت فعاليات الأيام الإعلامية حول مصالح الصحة العسكرية للناحية العسكرية الثانية بالمركز الاقليمي الجهوي للجيش بوهران ، اليوم الأحد.
تعكف مصالح الصحة العسكرية على إظهار هياكل الجيش الوطني الشعبي باتباع نهج واضح مبني على التواصل مع وسائل الإعلام للمساهمة في توضيح المعالم الكبرى للصحة العسكرية التي كانت سباقة في متابعة تطورات الوضع الصحي الناتج عن انتشار وباء كورونا .
تعتبر هذه التظاهرة حملة للتجنيد للراغبين في الإلتحاق بصفوف مصالح الصحة العسكرية خلال دورة 2022\2023 والتي ستفتح التسجيلات بعد الإعلان عن النتائج للناجحين في شهادة البكالوريا عبر الموقع الإلكتروني للجيش الوطني الشعبي، بما يضمن تنظيم وإنصاف وتكافؤ الفرص للشباب .
وأكد قائد المدرسة العليا للإدارة العسكرية، العميد أحمد غربي، خلال إشرافه على افتتاح هذه التظاهرة، أهميتها البالغة في تعريف المواطن بالتشكيلات ومصالح الصحة العسكرية والمهمام المنوطة بها لتشجيع الشباب الإنخراط في صفوف الجيش.
ونوه العميد غربي في كلمة ألقاها بالمناسبة بأهمية هذه الأيام الإعلامية لإبراز دور ومهام الصحة العسكرية في زخم المهام النبيلة لأفراد الجيش، سيما في شقها المتعلق بتعزيز رابطة “جيش – أمة” في إطار البرنامج الاتصالي، وفق تعبيره.
وقال إن هذه “التظاهرة محطة متجددة للإطلاع عن قرب على عتاد وتجهيزات الصحة العسكرية بمؤسساتها، في إطار المهام الموكلة لسلسلة الدعم اللوجستيكي للجيش الوطني الشعبي، ومهام التكفل الصحي بالمناطق النائية في القرى والمداشر وضمان الدعم في حالة الكوارث.”
وأوضح المدير الجهوي لمصالح الصحة العسكرية، العقيد بوسطيلة، أن “تنظيم هذه الحملة الإعلامية حول مصالح الصحة العسكرية في كل النواحي العسكرية، جاء بالتزامن مع ذكرى إضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956”.
وأضاف “لزاما علينا التذكير بالتضحيات التي لا تعد ولا تحصى لأبطال الصحة لجيش التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية، من الذين ضحوا بأرواحهم وكرسوا حياتهم من أجل ثورة التحرير، رغم الصعوبات والعقبات والرقابة بجميع أنواعها..”.
وقدم خلال هذا العرض خلاصة مقتبسة لشهادات حية لأبطال مجاهدين من أطباء وممرضين شاركوا في بناء المنظومة الصحية الطبية في الجبال، على غرار محمد تومي الذي كتب كتاب “طبيب في معاقل الثورة” والدكتور أمير محمد بن عيسى والذي سمي المستشفى العسكري لوهران باسمه، إلى جانب دحو ولد قابلية، الذي شغل مكانة بارزة في هرم وزارة التسليح والاتصالات العامة (المالغ).
وأوضح العقيد بوسطيلة أن “الثورة التحريرية منذ اندلاعها أولت للصحة أهمية كبيرة، لما لها من أهمية على مواصلة القتال المسلح، وعلى هذا الأساس، تم التعامل مع الوضع على حسب الإمكانيات المتوفرة..”.
وقسم العقيد بوسطيلة مراحل تطور الصحة العسكرية إبان الثورة التحريرية إلى مرحلتين من 1954 إلى غاية 1956، حيث لم يكن هناك جهاز صحي منظم، وتعتبر الفترة الأصعب في تاريخ القطاع الصحي، بحكم أن جيش التحرير الوطني عان في بداية الثورة التحريرية من نقص فادح في العتاد والدواء، وكان يعتمد أساسا على العلاج التقليدي من الأعشاب والأدوات التقليدية، ناهيك عن العراقيل المتعلقة بالنقل وجمع الأدوية وصعوبة نقل المرضى.
فيما عرفت المرحلة الثانية بين سنة 1956 إلى 1962 والتي جاءت بعد انعقاد مؤتمر الصومام والإضراب الأسطوري للطلبة؛ وهي مرحلة تميزت بالتنظيم، طبقا للمرسوم رقم 2 للولاية بتاريخ 9 ديسمبر 1956 الذي حدد العيادات الصحية وكيفية تسييرها والدوائر الطبية.
وأكد أن التقسيم والحدود الإقليمية ومراكز المستشفيات المدنية، كانت المستهدف الأول للمستدمر الفرنسي والتموين بالأدوية والإنضباط وتعيين مسؤولين وتسيير المستخدمين وغيرها، وذلك إلى غاية وضع اللبنة الأولى لمنظومة الصحة الجزائرية المستقلة وتقديم يد العون للمواطنين في الأزمات.
وفي الختام أشار إلى إنجازات مصالح الصحة العسكرية بعد الإستقلال، على غرار المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة، مركز حقن الدم، مركز الخبرة الوطنية لمستخدمي الملاحة والمؤسة المتخصصة في جراحة العظام والمستشفى الجامعي لكل من وهران وورقلة وقسنطينة، وكذا الصحة المختلطة العسكرية والمدنية، وكذا المستشفيات الميدانية.
وتضمنت الأيام الإعلامية لمختلف تجهيزات الصحة العسكرية، على غرارا المستشفى الميداني؛ تم التعرف على المستشفى المتنقل وهو عبارة عن خيم مجهزة بوسائل طبية وجراحية يتضمن عدة فصائل، منها فصيلة اخلاء الجرحى من مكان الحادث، فصيلة الفرز التي تعمل على انتقاء الحالات المصابة، فصيلة التطهير وفصيلة الإسناد وغرفة العمليات ومصلحة الأشعة.
والمستشفى الميداني خاص بالكوارث الطبيعية والحالات الوبائية؛ حيث تم استغلاله مؤخرا خلال جائحة كورونا، كما يعمل المستشفى الميداني المتنقل على اجلاء المصابين من المناطق الوعرة .