سقوط حر تعرفه أسعار الخضر والفواكه، وكذا المواد الأساسية، لم تسجل منذ سنين، حيث لم نعد نرى الطوابير الطويلة التي لا تكاد تنتهي والتي كانت تبدأ في التشكل في الصباح الباكر لاقتناء كيسين من الحليب لا أكثر لكل واحد من الزبائن.
بالرغم من وفرة المواد، وزوال الطوابير من أمام المحلات بيع المواد الغذائية هي ما نريد أن نراه، ونحس بأريحية ونحن نقتني المواد، كما نريد بدون خوف من نفادها وارتفاع أسعارها، حتى الخضر انخفضت أثمانها إلى أدنى مستويات لها منذ أشهر، حيث أصبح بالإمكان وفي المتناول اقتناء بعض أنواعها بسعر كنا ندفعه على مضض في نوع واحد فقط على غرار الكوسة والبطاطا… إلا أن هذا التحول الذي حدث، سواء بالنسبة لوفرة المنتوج أو سعره بهذه الطريقة، يدفع للتساؤل ما الذي حدث؟
هل هي عصا سحرية أم هي إجراءات طبقت على المتحكمين في السوق، من الذين ينشرون الفوضى لا يريدون الراحة للناس ويسعون لجعلهم يعيشون معيشة ضنكا وشقاء مستمرا في رحلة البحث عن المواد الأساسية لقوت عائلاتهم اليومي، يبحثون من خلالها فتيلا تشعل منه نيران الاحتجاجات والاضطرابات الاجتماعية، وقد كانت هناك محاولات عدة، باءت بالفشل.
حقيقة نريد أن نفهم الذي حدث، ونتمنى في ذات الوقت أن تبقى هذه الوفرة والأسعار في المتناول، وان لا تكون مجرد حل ظرفي ترقيعي.
وفي كل الحالات، فإن الوفرة الحالية للمواد الغذائية مع أسعارها التي في المتناول، أعادت الروح إلى المستهلك البسيط والذي يتمنى استمرار هذا الحال بغض النظر عن الأسباب التي أدت إليه، فهو غير مستعد للعبة المضاربين الذين أنهكوا جيبه.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.