وجّه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، رسالة إلى الطلبة بمناسبة ذكرى يوم الطالب الـمصادف لـ 19 ماي من كل سنة.
وجاء في الرسالة التي تحوز “الشعب أونلاين”، نسخة منها:
“بناتي الطالبات .. أبنائي الطلبة،
يَعودُ يوم الطَّالب المُصادف للتاسع عشر من ماي، وفي هذه الذكرى يُجدِّدُ الطالبات والطلبة العهد مع أسلافهم الجامعيين والثانويين الذين أَعلنوا الإضراب عن الدراسة في ذلك اليوم المشهود من عام 1956، وجعلوا من ذلك الحدثِ مُنطلقَا للالتحاقِ بالجبال، والانخراطِ في الكفاح المسلح، الذي تعزَّز بكفاءاتٍ علميةٍ، كانتْ سَندًا قويًّا مُؤزِّرًا للثورة المباركة”.
وتابع:” وإنَّنا اليوم إِذْ نعتزُّ بما تُحقِّقُه الجامعة، كلَّ عام، بِتَوَالي دُفعاتِ حَامِلي الشَّهاداتِ، الذينَ بلغَ عددهُم ما يقاربُ 5 ملايين خريج منذ الاستقلال، نُشِيدُ بالدَّور الذي يُؤدِّيه المنتسبون للأسرة الجامعية في النهوض بالقطاع، فقد قدّموا جهودًا وإسهاماتٍ مُعتبرة لخدمةِ الجامعة الجزائرية، تَشهَدُ عليها مكاسبُ هامة”.
ومن هذه الانجازات يضيف الرئيس تبون “إِنْجازُ مدارسَ وطنيةٍ عليا في اختصاصات علمية دقيقة، وبعْثُ أقطابِ الامتياز التي بَدَأَ العملُ بها فعليًا، واستحداثُ العديد من مخابر البحث الجديدة، والرَفعُ من مستــــــــوى الأداءِ البيداغوجي، وتحسينُ نوعية التكوين، ورفعُ كفاءة الخريجين”.
وواصل:” وكُلُّ هذا من شَأْنِه أَنْ يُساعدَ على التمكين لجامعةٍ قادرةٍ على احتضان الفكرِ الحرّ، والحوار الجادّ، والنقدِ البناء، والانفتاح على مُحيطِها بمَدِّ جُسورِ الشَّرَاكةِ مع المؤسساتِ الاقتصاديةِ، والثقافية، والاجتماعيةِ، ثمَّ على العالمِ الخارجي بالتَّفاعُلِ مع كُبرياتِ الجامعات، وتحقيق مُنْجزات عديدة في البحث العلمي”.
ولأجل تحقيق تلك الأهداف، يتابع رئيس الجمهورية” أَوْليْنا كلَّ العنايةِ والمتابعة لقطاعاتِ التربية والتعليم، في إطارِ رُؤيةٍ تَتوافَقُ مع التحوُّلاتِ الجارية في العالم، والتَّقدُّم المعرفي والتكنولوجي، وتَقُومُ على الاسْتِثْمارِ في رأسمالِ الأُمَّة البشري، بوصفه الثروةَ الحقيقةَ، وأَحَدَ أكبرِ عناصرِ القوَّةِ المُعوَّل عليها في بناءِ جزائرَ جديدةٍ، مُعتدَّةٍ بِقُدُراتِ وكفاءاتِ شبابِها”.
وأضاف:”وإنَّني في ذكرى يوم الطالب، ذلك اليوم الخالد الشاهد على هبَّة الطلبة للانخراط في الكفاح الـمسَّلح، أَتوجَّهُ ونحن نَتَوقَّفُ باعتزاز عند حدث تـــاريخي فـي سجــلِ أمجاد الأمة، بأخلص التهاني لبناتي وأبنائي الطلبة، مُتمنيًا لهم النجاح والتألق، ليكونوا بناةً للجزائر، بسلاح العلوم والتكنولوجيا والـمعارف، أوفياء لعهد الشهداء ورسالتهم الخالدة”.