تحدث المدير العام للشركة الوطنية الجزائرية للملاحة “كنان-ميد” نور الدين كوديل، عن واقع النقل البحري منذ بداية جائحة كورونا، وآثارها على التجارة العالمية، وأسعار السلع، حيث انخفض معدل شحن البضائع في الموانئ في العالم.
قال كويدل إن “العديد من السلع سترتفع في الأشهر المقبلة”، ما سينعكس على التجارة العالمية بصفة العامة والقطاع النقل البحري بصفة خاصة، موضحا في نفس الوقت انه إذا انخفض معدل نمو التجارة العالمية سينخفض معها مردود النقل البحري.
وتابع الضيف قائلا في هذا الصدد: إن الآثار الاقتصادية لكورونا، ستسمر حتى 2023. يجب محاربة الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا التي سوف تأخذ وقتا للعودة إلى ما كانت عليه في السابق قبل الجائحة حتى 2023”.
ويعود سبب ارتفاع الأسعار، حسب ضيف “الشعب الاقتصادي” إلى توقف عمل بعض شركات النقل البحري، ويوضح هذه النقطة: “عدد من الشركات توقفت عن الإنتاج، ما تسبب في ارتفاع سعر شحن الحاوية للمسافات الطويلة إلى 24 ألف دولار، وهو ما استغلته شركات نقل كبيرة، وإذا استمر الوضع هكذا، فإن التجارة العالمية ستتوقف وبالتي سيتضرر النقل البحري”.
وفي حديثه عن مردود شركة “كنان- ميد” بعد استلام سفينتي جانت وسيرتا، أكد المدير ان أرباح الشركة تضاعفت مرتين، وتوقف استئجار سفن نقل الحاويات، حيث استحوذت الشركة في شحن الحاويات على 8 بالمائة من السوق سنة 2021، وسجلت 4 بالمائة سنة 2020، لقوله “في السابق كنا نستأجر سفن النقل البحري بالعملة الصعبة، وباقتناء سفينتي جانت وسيرتا أوقفت الشركة استجار السفن ومضاعفة حجم شحن الحاويات، إضافة الى السياسة التجارية التي تبنتها الشركة التي ساهمت في تحقيق هذه النتائج”.
وتحدث كوديل عن إستراتيجية الشركة في استقطاب أسواق جديدة، في ظل منافسة شركات النقل البحري الكبيرة، على الحصص الصغيرة، إضافة إلى حيازتها أنظمة نقل تجعل منافستها أمرا صعبا جدا في البحر الأبيض المتوسط.
ويوضح قوله بالآتي: “الشركات الكبيرة أصبحت تنافس حتى في الحصص الصغيرة، في البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا واسبانيا التي تقدم عروضا بأسعار منخفضة، يصعب منافستها”.
وقال “سنعمل على جلب أسواق جديدة، من خلال عروض جيدة، لاستقطاب المتعاملين الاقتصاديين، حيث يمكن للسفن العملاقة القادمة من الصين إلى أوروبا أن ترسو، ثم تنقل الحاويات إلى وجهاتها النهائية بناقلات أصغر تسمى (Feerders) وهي سفن بإمكانها أن ترسو في الموانئ الجزائرية”.
وتنقل سفن النقل البحري العملاقة في شحنة واحدة عددا كبيرا من الحاويات من الصين إلى أوروبا، ما يتيح للمتعاملين الاقتصاديين ومؤجري السفن في الصين، إمكانية تنظيم أنفسهم، وتشارك أعباء الشحن نحو أوروبا بتأجير سفينة واحدة من هذا النوع بدل سفن عديدة. يفرغ الجزء الأكبر من الشحنة المنقولة في موانئ مخصصة للشحن (ports de transbordement) .
وكشف مدير “كنان-ميد” أن الساحل الجزائري ممر مهم للملاحة، حيث تمر 400 سفينة يوميا، كمعدل يومي، وهو الأمر يجب استغلاله، من خلال تقديم خدمات لشركات النقل البحري، وبالتالي استفادة الجزائر من موارد مالية بالعملة الصعبة.