تستهدف الجزائر 30 ميدالية في ألعاب البحر الابيض المتوسط بوهران، مثلما قال مدير الرياضات باللجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية في “ضيف الشعب”.
يرى مراد مزيان مدير الرياضات باللجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية، أنّ الرياضات الفردية هي التي يتم المراهنة عليها لحصد أكبر عدد من الميداليات خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط المزمع تنظيمها بوهران نهاية الشهر المقبل، مؤكّدا أن لجنة متابعة رياضيي النخبة وضعت توقّعات إيجابية تفيد بإمكانية الحصول على 30 ميدالية في مختلف الرياضات.
من ناحية أخرى، تحدّث مزيان على الرياضات الجماعية، وأكّد أنّ مأموريتها ستكون صعبة خاصة في البداية في حال لم تنصفها القرعة على غرار منتخب كرة اليد، الذي يبقى من المنتخبات التي يتم المراهنة عليها خلال هذا الحدث المهم، إلا أنّ تواجد منتخبات قوية في صورة مصر وتونس إضافة الى إسبانيا قد يعرقل مشواره في التقدم نحو منصة التتويج.
اللجنة الاولمبية والرياضية تقوم بعمل كبير من أجل مرافقة الاتحاديات ورياضيي النخبة حسب مزيان، الذي أكّد أنّها تكفّلت بوضع أخصائي نفسي على مستوى كل المنتخبات التي تمثل الألوان الوطنية من أجل تحضير الرياضيين من الناحية النفسية ليكونوا في الموعد يوم المنافسة.
كشف مزيان أنّ العدد المتوقع تحقيقه من الميداليات يتجاوز أفضل حصيلة حققتها الجزائر في دورة تونس 2001، حيث قال «خلال دورة تونس حققنا 20 ميدالية، وهي نتيجة رائعة إلا أنّ المقارنة تكون دائما مع آخر مشاركة، والتي كانت في تاراغونا الاسبانية حيث حقّقنا 13 ميدالية، واللجنة المكلفة بمتابعة رياضيي النخبة وضعت توقعاتها بخصوص المشاركة، حيث تراهن على الظفر بـ 30 ميدالية، وهو رقم نسبي قد يكون أقل لكن على العموم لا يجب أن يكون أقل من نصف هذا العدد، فعندما تضع رقم 30 ميدالية التكهنات تصب في خانة الحصول على أكثر من 20 ميدالية، وهو أمر إيجابي حسب رأيي إن حدث في ظل ارتفاع المنافسة، ومشاركة الكثير من الأبطال المعروفين على مستوى العالم في دورة وهران».
أكّد مراد مزيان مدير الرياضات باللجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية، أنّ احتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط لا علاقة له بالنتائج الرياضية المنتظر تحقيقها، حيث قال «خلال هذا النوع من المنافسة من الصعب تجاوز التكهنات الموضوعة من طرف المختصين، وحتى اذا كنت البلد المضيف و لم تقم بالتحضير الجيد والمناسب للمناسبة لن تستطيع الصعود على منصة التتويج، خاصة أن المستوى العام أعلى بكثير ممّا يعتقد البعض في ظل تأكد مشاركة العديد من الأبطال المعروفين على المستوى العالمي، والذين يطمحون لاستغلال تواجدهم في هذا المحفل الرياضي الكبير من أجل تحطيم الارقام القياسية وتحقيق نتائج مميزة».
وضرب مزيان مثالا باحتضان الجزائر لدورة 1975، حيث قال في هذا الخصوص «خلال دورة 1975 لم تكن الجزائر في الصدارة لأنّها لم تحقق عددا كبيرا من الميداليات، والمشاركة كانت متوسطة على العموم، وهذا رغم أنّنا كنا البلد المضيف، وبالتالي من يرى أن احتضان الدورة عامل إيجابي لزيادة حظوظ الرياضيين الجزائريين، فهو مخطئ رغم أنه لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يلعبه الدعم الجماهيري في منح الرياضي الدفعة اللازمة من أجل الظهور بأفضل مستوى له خلال يوم المنافسة لكن على العموم يبقى التحضير الجيد هو مفتاح النجاح».
تبقى دورة تونس هي الأفضل من حيث المشاركة، حيث قال مزيان «أفضل مشاركة جزائرية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط كانت في تونس 2001، حينها حققنا 20 ميدالية وهو رقم رائع لكن لا يجب المقارنة بين تلك الفترة والآن لأنّ الأمور تغيرت كثيرا وحجم المنافسة ارتفع، والنسق أيضا ومواجهة كل هذه التحديات من طرف الرياضي هو ما يمنحه القدرة على التفوق والنجاح في الأخير، وإحراز ميدالية مهما كان لونها، إلا أن الاهم هو التواجد على المنصة ونرى العلم يرفرف من أجل هذه اللحظات التاريخية والمهمة يتعب الرياضي، ويضحّي بالكثير من أجل الاستمتاع بلحظات لا تتعدى الدقائق في الوقت لكنها تبقى محفورة في ذاكرة الرياضة الجزائرية».
في نفس السياق، أثنى مزيان على عمل بعض الاتحاديات التي قامت بعمل كبير من خلال قوله
«هناك بعض الاتحاديات قامت بعمل كبير، وتراهن على المنافسة بقوة للحصول على أكبر عدد من الميداليات، وأخص بالذكر اتحاديات المصارعة والكاراتي، إضافة إلى الجيدو والملاكمة، وهذه الرياضات هي التي نسعى من خلالها لتعزيز حظوظنا في تجاوز عدد 20 ميدالية، وبلوغ 30 ميدالية إن شاء الله رغم أن الامور لن تكون سهلة لكن من خلال العمل المتواصل الامور تسير في نهج ايجابي، وهناك أيضا اتحادية ألعاب القوى التي حضّرت العديد من الرياضيين ليكونوا في الموعد على غرار تريكي، الذي نراهن عليه للحصول على ميدالية، وهو قادر على تحقيق ذلك حسب رأيي».
اللجنة الاولمبية ترافق الاتحاديات من خلال العديد من الأمور، أبرز مزيان أهمها في قوله «أعتقد أن العامل النفسي سيكون مهما خلال دورة وهران بالنسبة للرياضيين الجزائريين من أجل الظهور بشكل أفضل، لهذا قامت اللجنة الاولمبية بتخصيص أخصائي نفسي على مستوى كل منتخب سواء في الرياضات الفردية او الجماعية من اجل المساهمة في التحضير الذي يقوم به الجهاز الفني لان الامور الفنية لن تكون كافية للرياضيين، والتحضير النفسي من أجل خوض التحديات عامل مهم يجب وضعه في الحسبان، فخلال المنافسات هناك عوامل بسيطة تحسم المباريات، ومن يكون الاكثر تركيزا وهدوءا هو من يستطيع بلوغ القمة».