بعد أكثر من شهر ونصف عن نكسة المنتخب الوطني لكرة القدم في ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، يواصل الحكم الغامبي باكاراي غاساما، صنع الحدث في القارة الإفريقية، والحديث عن فساد الـ “كاف” مستمر.
الأمر هذه المرة لا يتعلق بمحاربي الصحراء، بل بنادي الأهلي الليبي الذي قدم شكوى للاتحاد الإفريقي للعبة ضد أكثر الحكام شهرة في إفريقيا حاليا، غاساما، بسبب إلغاء ركة جزاء للنادي الليبي في نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي أمام اورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي.
واتهم مسؤولو الأهلي، الحكم الغامبي، بالانحياز للمنافس، بسبب ركلة جزاء ألغاها عقب إعادة مشاهدة اللقطة عبر تقنية “الفيديو” المساعد، وقدموا تظلما لـ”كاف” ضد أداء غاساما الذي أثر على نتيجة المباراة النهائية.
وتزامنت قضية غاساما الجديدة مع الجدل الذي صنعه قرار خوض نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء في المغرب.
ولم تجد تحركات إدارة الأهلي ولا نداءات لاعبين ومسؤولين سابقين في الفريق نفعا، مع تعنت الاتحاد الإفريقي للعبة، الذي يرفض التراجع عن قراره، بحيث أعلن مكان وزمان اللقاء بموقع الإلكتروني، يوم الثلاثاء.
وكانت إدارة الأهلي اقترحت على “كاف” برمجة اللقاء في ملعب محايد، على غرار الملعب الجديد في داكارا بالسنغال، تفاديا لترجيح كفة أي فريق على الآخر.
ويرى متابعون للشأن الرياضي في إفريقيا أن رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع، لديه تأثر كبير على قرارات الاتحاد الإفريقي، سيما أنه يعد الرجل الثاني في الهيأة الإفريقية بعد الرئيس باتريس موتسيبي.
من يتحكم في دواليب الاتحاد الإفريقي؟
اتهمت وسائل إعلام رياضية مصرية رئيس الجامعة المغربية للعبة، فوزي لقجع، بالتأثير على مسؤولي الاتحاد الإفريقي بما فيهم الرئيس باتريس موتسيبي، خدمة لمصلحة الأندية المغربية.
وصورت مجلة الأهرام الرياضية، في الصفحة الأولى للعدد الصادر قبل يومين، لقجع، وهو متحكم في المصري هاني أبو ريدة، والجنوب إفريقي موتسيبي، والسنغالية فاطمة سامورا، بخيوط، وكأنهم دمى.
وكان عنوان العدد “مسرحية الكاف” في إشارة إلى تحكم رئيس الجامعة المغربية في دواليب اللعبة في أكبر هيأة كروية في إفريقيا، خاصة بعد اختيار الدار البيضاء لاحتضان نهائي رابطة الأبطال الإفريقية للمرة الثانية على التوالي.
وتعالت الأصوات من متابعين للشأن الكروي ومن إعلاميين عرب لوضع حد للتجاوزات وظلم الاتحاد الإفريقي، بحيث غرد معلق قنوات “بي ان سبور” حفيظ دراجي في صفحته على “تويتر” قائلا:” على كل الاتحادات الإفريقية التحرك لمنع اختطاف الكاف”.
مطالب بمقاطعة النهائي
لم يجد نجم الكرة المصرية والعربية السابق، محمد أبو تريكة، أي طريقة يعبر فيها عن غضبه مما يحدث في الاتحاد الإفريقي، إلى برسالة مباشرة إلى فريق القلب، الأهلي المصري.
وطلب محلل قنوات “بي إن سبور” القطرية، في منشور على صفحته الرسمية في “فايسبوك” من مسؤولي الأهلي مقاطعة نهائي رابطة الأبطال أمام الوداد البيضاوي لتصل الرسالة إلى العالم بأسره وليس إلى المسؤولين عن اللعبة في القارة السمراء فقط.
وقال أبوتريكة، عقب تأهل الأهلي رسميا إلى النهائي، إنه لم يجد أي طريق يعبر بها عما بداخله سوى كتابة أسطر يطلب فيها فريقه بالانسحاب.
ونصح رئيس لجنة الشباب في مجلس النواب المصري، مجمد حسين، إدارة الأهلي باللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية لوضع حد للظلم الذي تتعرض له الأندية المصرية وفرق ومنتخبات أخرى من القارة.
وقال محمد حسين، لجريدة الأهرام، إن اختيار ملعب محمد الخامس لاحتضان نهائي رابطة الأبطال، يعني غياب مبدأ تكافؤ الفرص، وهذا ظلم في حد ذاته.
تعيينات تثير الشكوك
طلب نادي الأهلي الليبي، من لجنة المنافسات في الاتحاد الإفريقي تغيير الحكم باكاراي غاساما، الذي اختير لإدارة إياب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي أمام اورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، و لكن الرد كان سلبيا.
واعترض الفريق الليبي على اختيار غاساما، بسبب ما حدث في مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الكاميروني في إياب اللقاء الفاصل المؤهل إلى كأس العالم، وفي الأخير صدقت تنبؤات الأهلي، بحيث ألغى الحكم الغامبي ركلة جزاء بعد معاينته لتقنية “الفيديو” المساعد.
وأثرت قرارات الحكم الغامبي، على نتيجة المباراة، حسب ما جاء في تظلم الأهلي المرسل إلى لجنتي المنافسات والتحكيم في “كاف”.
هذا وعيّن الحكم الزامبي، جاني سيكازوي، لإدارة نهائي كأس الاتحاد الإفريقي بين نهضة بركان المغربي وأورلاندو بيراتس، يوم 20 ماي في غوتسيل اغبابيو بمديمة أكوا ايبوم بنيجيريا.
ويشار إلى ان سيكازيو، اشتهر بمهزلة مباراة تونس ومالي في كأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون، حين اعلن عن نهاية اللقاء في الدقيقة 78 ثم تراجع وأمر بمواصلة اللعب قبل ان يطلق صافرة النهاية في الدقيقة 85، وهو الذي سيدير نهائي كأس الـ”كاف” لسنة 2022.
الأهلي المصري يملي شروطه ولكن..
بعدما وافق مبدئيا بمواجهة الوداد البيضاوي في ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، أملى الأهلي المصري شروطه على لجنة المنافسات، منها توفير الحماية الكافية للوفد وللمناصرين الذين سيتنقلون إلى المغرب.
ونشر الأهلي على صفحته الرسمية في ” فايسبوك” ما تمخض عن اجتماع طارئ لمسؤولي الفريق، بدءا من توفير الحماية والإسراع في منح تأشيرة الدخول إلى المغرب للمناصرين الراغبين في حضور المباراة، وتخصيص 50 بالمائة من سعة المدرجات لكل فريق، وتعيين حكم كفء لم يسبق وأن أثار جدلا في منافسة إفريقية، إلى اختيار طاقم تقنية “الفيديو” المساعد من أوروبا.
وشددت إدارة الأهلي على ضرورة الرد على مطالبها في مدة أقصاها 72 ساعة، حتى يتسنى لها اتخاذ إجراءات أخرى في حال الرفض.
وفي حال ما قبلت شروط نادي القرن، فهل سيضمن حضور جماهيري قياسي يوم النهائي، في ضل تكلفة السفر الباهظة؟.
وما يثير تخوفات نادي القرن من مقابلة الوداد في ملعب محمد الخامس، هو أن الأخير لا يتوفر على كامل شروط الأمن، سيما وأن الممر من الأرضية إلى غرف تغيير الملابس غير آمن ويمكن للمناصرين الوصول إلى اللاعبين والاعتداء عليهم مثلما حدث في لقاء الوداد مع شباب بلوزداد في ربع نهائي رابطة الأبطال يوم.