أوضح المدير العام للشركة الوطنية الجزائرية للملاحة “كنان- ميد”، نور الدين كوديل، أن تكلفة خدمات الشحن البحري نحو الجزائر مرتفعة بسبب عدم توفر بضائع وسلع في رحلة العودة من الجزائر، مؤكدا أن تعزيز الصادرات سيسهم في تقليل فاتورة النقل البحري للسلع الموجهة نحو السوق الجزائرية.
كشف نور الدين كوديل، لدى حلوله ضيفا على “الشعب الاقتصادي”، الخميس، بمقر مواقع الشعب الالكترونية بالجزائر العاصمة، أن ما يزيد من ارتفاع تكلفة الشحن نحو الموانئ الجزائرية بطريقة غير مباشرة هو الفارق الكبير بين الواردات وصادرات البلد.
وأوضح الضيف في هذه النقطة أن عودة السفن غير محمّلة بالبضائع من موانئ الجزائر، يعني عدم ضمان شحنة في رحلة العودة، وهو ما يسهم بشكل غير مباشر في رفع سعر الشحنة الأصلية التي أوصلتها السفينة للجزائر.
وأضاف كوديل أن تعزيز الصادرات بالجزائر سيسهم في خفض تكاليف الشحن، فالمؤسسات الناقلة للبضائع نحو الجزائر ستضع في حساباتها إعادة شحن بضائع من الجزائر في طريق العودة، لذا فتعزيز الصادرات أمر سيعود بالإيجاب على تكاليف السلع الموجهة نحو الجزائر.
ودعا المدير العام للشركة الوطنية الجزائرية للملاحة “كنان- ميد”، إلى ضرورة مواكبة التطورات الحاصلة في شحن الحاويات وتفريغها، وإعادة النظر في الوقت الذي تأخذه هذه العملية بموانئ الجزائر مقارنة بما تتطلبه من جهد ووقت بالموانئ الدولية.
وأشار إلى أن عملية شحن أو تفريغ الحاويات بموانئ الدول المتقدمة لا يتجاوز 24 ساعة، في حين قد يتطلب بالجزائر أكثر من 4 أيام وهو ما سيضاعف من الأعباء بسبب رسوم رسو السفن بالموانئ.
تعزيز الأسطول البحري ضروري..
وفي سيقا آخر، أكد المدير العام للشركة الوطنية الجزائرية للملاحة “كنان- ميد”، نور الدين كوديل، أن تجديد الأسطول البحري هو قرار دولة، ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون دعا إلى تعزيز الأسطول البحري وفق إستراتيجية مدروسة، خاصة وأنه يدخل ضمن ما يعرف بأمن البلد.
وأوضح ضيف “الشعب الاقتصادي” أن تعزيز الأسطول البحري أمر لابد منه، خاصة مع الأوضاع التي تدور في العالم اليوم، مشيرا إلى أن كل بلدان العالم في حاجة لامتلاك السفن لضمان نقل السلع والبضائع الراغبة في توفيرها لشعوبها.
وأكد أستاذ اللوجيستيك بمدرسة “جيما فورم” أن الأمر بتعلق أيضا بجانب الأمن الغذائي خاصة بالنسبة للبلدان التي تعتمد على استيراد الأغذية الإستراتيجية كالقمح، والذرة، والسكر..
وأضاف أن تعزيز الأسطول البحري يدخل أيضا في سياسة التخلي عن كراء السفن من أجل نقل البضائع، موضحا أن الأرقام في هذا الشأن بعيدة كل البعد عن ما يتداول حاليا.
وأفاد المدير العام لـ “كنان – ميد” أن النقل هو جزء أو مرحلة تدخل ضمن من مفهوم شامل لـمصطلح “اللوجيستيك”، وأكد أن خدمات الشحن البحري تتضمن تكاليف كثيرة من بينها شحن الحاويات، والرسوم التي تدفع بمجرد ولوج الموانئ، ومدة رسو السفن، واكتراء السفينة، وهذه الأخيرة هي مجرد حلقة ضمن خدمات الشحن البحري.
وكشف المدير العام للشركة أن السّاحل الجزائري يعرف مرور أكثر من 400 سفينة يوميا وهو ما يمكن استغلاله من جانب خدمات الشحن البحري بعد تجسيد مشروع ميناء الحمدانية.
وأشار كوديل، أنّ الجزائر بإمكانها توفير الوقود لجميع السفن الراغبة في التزود بالوقود من الجزائر بما تزخر به من إمكانيات طاقوية، كما أنها أقرب بلد تمر به السفن القادمة من أوروبا يمتاز بخاصية توفير الغاز في دول المتوسط، وهي المادة التي أصبحت من بين التكنولوجيات المستعملة في تشغيل السفن.