غيّب الموت، الممثل والمخرج المسرحي أحمد بن عيسى، بفرنسا، عن عمر ناهز 78 سنة إثر وعكة صحية.
الراحل أحمد بن عيسى، ممثل ومخرج مسرحي من مواليد 2 مارس 1944 بندرومة في تلمسان، نشأ في مدينة سيدي بلعباس، وزاول الفقيد تعليمه الثانوي بمعهد التعليم الثانوي، وغادر إلى العاصمة في سن مبكرة (17) للالتحاق بالمسرح.
وشارك الفقيد في تربص تكويني نظمه المسرح الوطني عام 1964 بسيدي فرج، حيث كان ضمن المشاركين الـ 40، قبل أن يدخل إلى المعهد الوطني للفنون الدرامية ببرج الكيفان عام 1965، ثمّ اشتغل كمدرّس إلى جانب الأستاذ “آلان فيتي”، بالتزامن، دعاه كاتب ياسين إلى المسرح الوطني لأداء أحد الأدوار في مسرحيتي “الخالدون” و”ما ينفع غير الصح” لمصطفى كاتب.
وكانت لأحمد بن عيسى تجارب مع حبيب رضا وعبد القادر سفيري، لينتقل في 1968 إلى الجامعة الدولية للمسرح بباريس ونال فيها جائزة أحسن تمثيل في الجامعة عن دوره في عرض “المطرقة” لـ “رامون لاميدا”.
وشارك أحمد بن عيسى في عدة مسرحيات بفرنسا مثل: “فاجعة الملك كريستوف” لــ “جان مارك سيرو”، “الأسلاف يزدادون ضراوة” لـ“كاتب ياسين”، “أنظر إلى الحيطان وهي تسقط” لـ “جان لوي بريناتي”، كما عمل كمساعد مخرج في عدة مسرحيات أخرى.
ولدى عودة أحمد بن عيسى إلى الجزائر سنة 1971، أمضى على أول عقد مع المسرح الوطني الجزائري مع رفيق دربه سيد أحمد أقومي، وأسهم تعامله مع علولة، مجوبي، الحاج عمر، بودية، مصطفى كاتب، ولد عبد الرحمن كاكي، وياسين كاتب، في تشكيل وعيه المسرحي كممثل وكمخرج.
ومن أبرز أعمال أحمد بن عيسى كممثل مسرحي: “غرفتان ومطبخ” لعبد القادر سفيري، “132 سنة” لولد عبد الرحمان كاكي، و”النقود الذهبية” لعبد القادر علولة.
وتولى أحمد بن عيسى إدارة مسرح سيدي بلعباس الجهوي في فترة عصيبة كانت تمر بها الجزائر (1995)، واستحدث مهرجان المسرح الممتاز الذي استقطب عدداً كبيراً من الجمعيات المسرحية.
وعلى مدار 50 عاما، تكلّل المسار الفني لأحمد بن عيسى بأزيد من 120 فيلماً وعشرات المسرحيات، حيث أخرج عدة أعمال للمسرح الوطني الجزائري، مثل: “الزيتونة” عن نص محمد بودية و”الطير الأخضر” لـ “كارلو ڨودزي”، إضافة إلى ”عجاجبية وعجائب” (1986)، ”وصية دمنة” للأطفال (1994) وأعاد تقديمها في 2004، “الثمن” (2000)، ”المغارة المنفجرة” (2007) و”المفترسون” (2008)، إضافة إلى “الرتيلة” مع مسرح عنابة الجهوي و”نجمة”، و”الحب المفقود” للمسرح الوطني الجزائري (2015).
وشارك أحمد بن عيسى في أعمال تلفزيونية وسينمائية كثيرة، مثل: “كحلة وبيضا”، “الانتحار”، “أبواب الشمس”، “دليس بالوما”، “خارجون عن القانون”، “الصوت الخفي” و”الجزائر للأبد” (2015).
وختم أحمد بن عيسى مسيرته الفنية بإخراج مسرحية “ريح الحرور” (الفون) Le Foehn، من إنتاج مسرح تيزي وزو الجهوي (نوفمبر 2017) عن تراجيديا كتبها الأديب الراحل مولود معمري سنة 1957، علما أنّ أحمد بن عيسى عايش إنتاج المسرحية ذاتها ”الريح” على خشبة المسرح الوطني الجزائري (1967).