دعا وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، إلى تفعيل الدور الوقائي لمخابر مراقبة الجودة من أجل حماية المستهلك وتنقية الأسواق من المنتوجات المقلدة والمغشوشة لحماية مصالح المتعاملين الاقتصاديين النزهاء.
قال رزيق في زيارة تفقد وعمل قادته إلى ولاية البليدة، اليوم السبت، مخاطبا عمال مخبر الجودة وقمع الغش في ” ديار البحري” في بلدية بني مراد: ” يتعين على مخابر الجودة التابعة للدولة إبرام علاقات مع مخابر المؤسسات للتعاون معها ومن أجل تفعيل الدور الوقائي لها، ولأجل ذلك لابد من تنظيم أيام تحسيسية لإبراز دور مخابر الجودة، ومن الضروري أيضا التنقل إلى الشركات لإبلاغها بالقواعد التقنية لتكون على دراية بها”.
وطالب الوزير أيضا بإبرام اتفاقيتي تعاون مع جامعتي البليدة 1 و2 لتحسين وتطوير الرقابة على النوعية والحفاظ على صحة المستهلك، حسب تعبيره. وأوضح في هذا الصدد :” من المهم جدا توقيع اتفاقية مع الجامعتين ليكون هناك تعاون في مجال البحوث وتعزيز الرقابة الميدانية التي يقوم بها أعوان التجارة لضمان الجودة وقمع الغش”.
وتحدث الوزير عن تواجد 8 مخابر معتمدة حيز الخدمة على المستوى الوطني تسهر على ضمان جودة المنتوجات التي تروج في الأسواق، وقريبا سيتم استلام 9 أخرى قريبا.
مخبر جودة لكل ولاية
ودشّن الوزير مخبر الجودة وقمع الغش في البليدة الذي يضمن تغطية 3 ولايات وهي البليدة، وعين الدفلى والمدية، وقريبا سيصبح للمدية مخبر خاص بها، حسب ما كشف عنه الوزير، وأن الحكومة ستعمل على توفير لكل ولاية مخبر خاص بها على المدى القريب على حد قوله.
ودعا الوزير عمال المخابر إلى التعاون مع جل القطاعات لفحص عينات المنتوجات، بما فيهم المتعاملين الاقتصاديين والتجاريين، لمنح شهادة الجودة للمنتوجات والسلع، وذلك لتسهيل عملية التصدير والإستيراد على حد سواء.
وأكد المسؤول على قطاع التجارة بأن تحسين عمل المخابر يندرج ضمن توفير نظام بيئي لتحسين عمل المستثمرين سواء منتجين أو مصدرين، مشيرا إلى سعي الحكومة لرفع عدد الصادرات خارج قطاع المحروقات إلى 7 ملايير دولار سنة 2022 بعد تسجيل نسبة 5 مليار دولار في سنة 2021.
دعم المنتوج المحلي وإنتاج المواد الأولية محليا
تفقد كمال رزيق ثلاثة مؤسسات صناعية في البليدة، وذلك بداية بمؤسسة ” ألينيون ” التي تعد أحد إستثمارات رجل الأعمال، ويقع مقرها في بلدية الصومعة في منطقة حلوية، والمختصة في صناعة المدفئات التي تشتغل بالماء الساخن.
وتأسست هذه الشركة عام 2016 لكنها وجدت صعوبة في تطوير نشاطها بسبب عراقيل في جلب آلات من الصين، واستفادت مؤخرا من الإجراءات الإستثنائية التي قررتها الحكومة لتطوير الإستثمار، ولديها قرابة 60 عامل كما تعول في ولوج عالم التصدير قريبا.
وتفقد رزيق شركة متخصصة في صناعة الحنفيات بمختلف أنواعها، والتي تزاول نشاطها في بلدية قرواو، وتستورد المواد الأولية المصنعة محليا، كما تقوم برسكلة نفايات الألمنيوم والنحاس وبعض المعادن لإستغلالها في مصنعها الذي يوظف قرابة 50 عامل، وستصدر منتوجاتها إلى بعض دول الجوار مثل ليبيا.
الشركة الثالثة التي تفقدها رزيق تمثلت في فرع لمجمع ” فينوس” متخصصة في التعليب، والتي تقوم بتصدير منتوجاتها إلى دول الجوار، في إنتظار افتتاح منطقة التبادل الحر في افريقيا في الفاتح جويلية القادم الذي سيسمح لها بغزو السوق الافريقية.
وأشاد الوزير بالنشاط الذي تقوم به الشركات الثلاثة التي قام بزيارتها في البليدة، مشيرا إلى أن دائرته الوزارية تعمل على رفع نسبة الإدماج، ويقصد الشركات التي تشتغل في مجال الصناعة باستعمال مواد أولية مصنعة محليا.
وقال رزيق إن دائرته الوزارية تشجع المنتوج المحلي، وتدعم المنتوجات التي يمكن تصنيعها محليا للإبتعاد عن الإستيراد والحفاظ على العملة الصعبة.
“نسعى لصيف دون تسمم “
في سياق آخر، طالب وزير التجارة من عمال القطاع تكثيف الرقابة على المنتوجات من أجل الحفاظ على الصحة العمومية، حيث تحدث في هذا الصدد : ” لا أريد أن سماع أخبار عن حدوث تسممات في فصل الصيف ويجب تكثيف الرقابة الميدانية واتخاذ كل الاحتياطات اللازمة من أجل الحفاظ على صحة المستهلك”.
ودعا الوزير عمال الرقابة التوجه إلى قاعات الأفراح لمراقبة الأغذية المقدمة بها، وألح على ضرورة مراقبة الوجبات التي ستقدم للطلبة عند برمجة امتحاني التعليم المتوسط والبكالوريا، والقيام بأي عمل وقائي احتياطي من شأنه وضع حد لترويج مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية.