توقعت منظمة الصحة العالمية أن يتم رصد المزيد من حالات الإصابة بفيروس “جدري القرود” في الوقت الذي توسع فيه نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.
وقالت المنظمة إنه حتى أمس السبت، تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه بإصابتها بـ “جدري القرود” من 12 دولة عضو لا يتوطن فيها الفيروس، مضيفة أنها ستقدم مزيدا من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للدول حول كيفية الحد من انتشار “جدري القرود”.
وأوضحت أن “المعلومات المتاحة تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض”.
ويعد “جدري القرود” من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا.
وينتشر الفيروس عن طريق الاتصال الوثيق، لذلك يمكن احتواؤه بسهولة نسبيا من خلال تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة الشخصية.
ومن المقرر أن تعقد منظمة الصحة العالمية، اجتماعا “طارئا” لبحث انتشار مرض جدري القرود في عدد من دول أوروبا وأمريكا الشمالية عقب تأكيد تسجيل أستراليا وكندا، أول حالات إصابة بذلك المرض الجلدي النادر.
ومع مرور الأيام، ترتفع حالات الإصابة بمرض جدري القرود، فيما رُصد المرض أيضا في كل من بريطانيا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وفرنسا والولايات المتحدة.
وتظهر أعراض المرض علي هيئة حمى وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام في العضلات، إضافة إلى الإرهاق والقشعريرة وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه.
وتنجم العدوى بالمرض بمخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر، من خلال ملامسة الآفات الجلدية وقطرات الشخص المصاب، وكذلك استخدام الأدوات المشتركة مثل الفراش والمناشف.
ويعد جدري القرود أحد أشكال مرض الجدري الجلدي، وهو مرض تم القضاء عليه عام 1980، ويعتبر من الأنواع الأقل انتقالًا وفتكًا، كما أن أعراضه أكثر اعتدالا.
ويستمر المرض عادة مدة أسبوعين إلى 4 أسابيع، ويمكن أن تظهر أعراضه خلال فترة تتراوح من 5 إلى 21 يوما بعد الإصابة.
واكتشف جدري القرود أول مرة عام 1958 عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.
يشار أنه لا توجد أية أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود، ولكن يمكن مكافحة أعراضه.
وثبت سابقا أن التطعيم ضد الجدري ناجح بنسبة 85 بالمئة في الوقاية من جدري القرود، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحا لعامة الناس بعد أن توقف التطعيم به في أعقاب القضاء على مرض الجدري من العالم.