مرة أخرى، يستيقظ الشارع الجزائري على فاجعة رحيل قامة من قامات الفن الجزائري، من لا يعرف شافية بوذراع، فهو بالتأكيد ولا محالة يعرف «لالا عيني» هذا الاسم الذي ارتبط بذاكرة الجزائريين، أو ارتبط بذاكرة الصغير قبل الكبير، في دور أبدعت فيه وجسدته عن جدارة فقيدة الساحة الفنية، التي رحلت تاركة ورائها رصيدا زاخرا من الأعمال الفنية السينمائية، المسرحية والتلفزيونية.
رحلت هرم من أهرام الفن الجزائري، رحلت فنانة تمكنت بأعمالها المميزة أن تدخل بيوت الجزائريين دون استئذان، رحلت من جعلت العائلات الجزائرية تلتف حول الشاشة الجزائرية وهم على دراية بأن العمل الدرامي الذي تتصدره الفنانة شافية بوذراع سيكون في مستوى تطلعات المشاهد.
تغادر بطلة رائعة «الحريق»، تغادر الفنانة التي أبدعت وتألقت في دور الأم سواء الحنونة أو المتسلطة، أو الشجاعة، أو المناضلة، حتى لقبت بـ»أم الجزائريين»، أكثر من 50 سنة من العطاء الفني لم تبخل فيه أيقونة الفن الجزائري بالنصائح والتوجيهات لكل من وقف إلى جانبها على خشبة المسرح أو الشاشة الكبيرة، من جيلها أو الجيل الصاعد، هذا الأخير والذي كانت دائما تنادي بتسليم المشعل له لمواصلة النهوض بالفن الجزائري الذي كرست حياتها له إلى أن وافتها المنية.
برحيل شافية بوذراع تكون الجزائر قد فقدت واحدة من أبرز الوجوه الفنية، فقدت مدرسة نهل من مسارها الفني أجيال وأجيال، وسيبقون ينهلون منه حتى وإن غادرتهم إلى عالم آخر، فوداعا لالا عيني سيبقى التاريخ يتذكر عطاءك، وسيبقى كل من أحبك وعايشك يستذكر خصالك ومناقبك التي ما فتئت تميزك عن غيرك.
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط . موافق