يطرح الباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، تساؤلات بشأن انتشار فيروس جدري القردة في 19 دولة، في ظرف وجيز مقارنة بتركيبتة الجينية المستقرة، وبخصوص توسع انتشار الفيروس، قال ملهاق:” يبقى ذلك واردا بالنظر للتجارب المسجلة في كوفيد 19 ونسخه المتحورة..”.
قال الدكتور ملهاق، في ضيف منتدى “الشعب أونلاين”، إنه من بين علامات الاستفهام المطروحة، ما تعلق بانتشار جدري القردة خارج منطقة وسط إفريقيا وغربها، وهي منطقة يستوطنها الفيروس منذ سنوات.
أوضح ملهاق أن انتشار الفيروس في 19 دولة يبقى مبهما، خاصة أن الأبحاث لم تسجل إلى غاية الآن تغير في التركيبة الجينية ما قد يرافقه تغييرات في الانتشار والخطورة.
الفيروس الذي انتقل أول مرة من الحيوان إلى الإنسان سنة 1970 بجمهورية الكونغو، وسجل وبائين سنتي 1996 و1997، سجلت حالات منه – يضيف ملهاق – سنة 2018 في ثلاث دول، منها بريطانيا، غير أنها كانت حالات معزولة.
توسـع الـفيروس
وعن احتمالات توسع الفيروس وانتشاره في دول أخرى ، أشار المتحدث إلى التجارب السابقة في انتشار فيروس كوفيد- 19 والنسخ المتحورة، بداية من ظهور الفيروس الأصلي بمدينة يوهان الصينية وتوسع رقعته إلى أغلب دول العالم، والأمر تكرر في ظهور متحور دالتا بالهند وأوميكرون بجنوب افريقيا:” كل هذه الدول بعيدة عن الجزائر، غير أن وصول الفيروس إلى الجزائر كان مسألة وقت”.
ولو أن انتشار جدري القردة وخطورته، يؤكد ملهاق، ضعيفة جدا مقارنة بفيروس كورونا، بالنظر إلى خصائصه من حيث التركيبة الجينية المستقرة، لكن:” توسع الفيروس يبقى واردا، انتقال الفيروسات أصبح أمرا طبيعيا في عالم تحول إلى قرية”.
ونوه المصدر بأن السلالة الحالية حسب منظمة الصحة العالمية ليست خطيرة، إذ لا يجب التهويل مثلما يحدث بمواقع التواصل الاجتماعي التي تتداول معلومات كثيرة مغلوطة، أو معلومات لم تؤكدها بعد الدراسات العلمية، وبالمقابل – يتابع – لا يجب التهاون.
ومن خصائص الفيروس الانتشار عن طريق الاتصال المباشر ليس مثل الفيروسات التنفسية الأخرى، فانتشاره صعب مقارنة بوباء كورونا، ويمكن انتقال العدوى عن طريق أكل لحوم الحيوانات المصابة أو لمسها، وكذلك لمس الأشخاص المصابين.
ويعود ملهاق للحديث عن تداعيات هذا الفيروس في دول افريقة اعتادت على تسجيل حالات منه، وقال إن عدد الوفيات عند الأطفال مرتفع مقارنة بفئات أخرى.
ومن بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة، الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، أو المصابون بأمراض مزمنة، وأيضا الأطقم الطبية التي تكون دائما في الواجهة مثلما حدث في جائحة كورونا.
هـل له لـقاح؟
ويُفسر ارتفاع حالات الوفاة في دول افريقية – حسب ملهاق – بضعف الجهاز المناعي، خاصة في بلدان معروفة بانتشار أمراض كالسيدا الذي يهاجم مناعة الإنسان.
ويقول ملهاق أن جدري القردة ليس له لقاح، لكن أثبتت الدراسات الوبائية أن 85 بالمائة من الأشخاص الذين لقحوا ضد الجدري المعروف لم يصابوا بجدري القدرة، كما أن الشفاء منه يكون تلقائيا.