قبل أيام، سألني أحدهم أن أقترح عليه نشاطا مخصّصا للفاتح جوان، حتى يحتفل رفقة أبنائه بعيد الطّفولة..أجبته: تقصد عيد الوالديْن؟
وقد قلت ما قلت، انطلاقا من أنّ سنة 2012 شهدت إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة أنّ 1 جوان من كل عام، سيكون يوما عالميا للوالدين، ويحتفل به سنويًا في جميع أنحاء العالم.
بالمقابل، فإنّ اليوم العالمي للطفل، أو ما يسمى بيوم الطفل Children’s Day، مناسبة متفق على أهميتها، ولكنها لا تحظى بالإجماع من حيث موعد إحيائها..مثلا، تحتفل بها أغلب دول المعسكر الشرقي (سابقا) في الفاتح من جوان، كون الاتحاد النسائي الديمقراطي الدولي هو من استحدث الاحتفال بـ «اليوم الدولي لحماية الأطفال» في مؤتمره المنعقد بموسكو في 1949..بينما اختارت توصية الجمعية العامة الأمم المتحدة، سنة 1954، تاريخ العشرين (20) من نوفمبر يوما عالميا للطفل، وهو اليوم الذي أعلنت فيه المنظمة الأممية قانون حقوق الطفل. لذا، فمن نافلة القول أن نذكّر بأنه التاريخ الذي تعتمده منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف».
كما نجد الاحتفال بهذا اليوم يختلف من دولة لأخرى: إذ يصادف الجمعة الأولى من يناير في باهاماس، والسبت الثاني من يناير في تايلندا، والأحد الأول من ماي في نيوزيلندا، والجمعة الأولى من أفريل في مصر، والأحد الثاني من جوان في الولايات المتحدة، والسبت الأول من نوفمبر في جنوب أفريقيا…وغير ذلك من الأمثلة على تعدّد تواريخ الاحتفال.
وحتى اليوم العالمي للوالدين، سابق الذكر، ليس موحدا من حيث التقويم، حيث نجده مثلا يصادف الثامن ماي في كوريا الجنوبية، والرابع جويلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
يظهر جليا أنّ السياسة تلقي بظلالها على عيد الأطفال، الذي ما يزال تاريخه لا يلقى الإجماع حتى الآن..لذا، وبعيدا عن السياسيين وحساباتهم، أقول إنّ الاحتفاء بالطفل، والعناية به، تكون كلّ يوم، بل وفي كل دقيقة وثانية، لعله يصنع من العالم مكانا أفضل ممّا صنعناه / نصنعه نحن..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.