لا نعرف، صراحة، إن كان منتج «الصّيرفة الإسلامية» الجديد، المتعلق بـ «تمويل الحج» بقرض دون فوائد أطلق عليه اسم «السّبيل»، سيجد إقبالا من قِبَل الحجّاج هذا العام، أم أنّهم سيمرون به مرور الكرام، فالناس جميعا يعرفون أن فريضة الحجّ، مرتبطة، ارتباطا وثيقا بـ «الاستطاعة»، وهذه بدورها متعلقة بـ «الصّحة» و»المال»، فـ»الاستطاعة» هنا، شرط وجوب، لا تقوم الفريضة إلا عليه، وإن كان الفقهاء لا يعتبرونها شرط «إجزاء»، أي أنّ الذي لا يجد القدرة على الحجّ، ويتجشّم الصّعاب من أجل أدائه، فإنّ حجه يكون مبرورا إن شاء الله..
وليس انشغالنا هنا بجواز أو عدم جواز الاستدانة للحج، فهذا شغل الفقهاء، وواجبهم أن ينبّهوا الناس إلى ما ينفع، ويبدو أنّ المجلس الإسلامي الأعلى فصل في الأمر، وذهب إلى أن المنتج «مطابق لتعاليم الشّريعة»، غير أنّنا ننظر من زاوية «الأولويات وتراتبيتها»، ولا نرى سببا مقنعا كي يكبّل الواحد من الناس نفسه بديون، قد تكون ثقيلة، من أجل أداء فريضة، هي في أصلها، مرتبطة بالقدرة صحّيا وماليا، وما دامت الأوضاع الاقتصادية، في العالم أجمع، صعبة نوعا ما، فإنّنا نعترف بعجزنا عن استيعاب الحرص على الحج، مع أنّ الواحد من النّاس، غير القادر على الحجّ، يمكن أن «يحج» كلّ يوم في ضعيف يدعمه، ومحتاج يسنده، وسائلٍ يوفّر له طعام يومه، ويكفي نفسه عناء الاستدانة..
لقد كانت تجربة سابقة، مع مرضى لا يكادون يقدرون على الحركة، ومع ذلك أقبلوا على الحجّ، فلم نسأل لهم سوى القبول والرّضوان، غير أنّ حجّهم كان على حساب راحة المحيطين بهم الذين وجدوا أنفسهم ملزمين بمضاعفة جهودهم، وتضييع انشغالاتهم، كي يقوموا على العناية بهم، وتوفير أسباب الرّاحة لهم، ولهذا نتساءل – مجرّد تساؤل – عن جدوى الاستدانة..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.