وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على تمديد الهدنة السارية في اليمن لشهرين إضافيين، وهذا تعزيزا لجهود السلام الرامية إلى وقف الحرب المستعرة بهذه الدولة العربية منذ سبع سنوات، والتي خلّفت آلاف الضحايا، وخلّفت العديد من المآسي الإنسانية دون الحديث عن الخسائر المادية الجسيمة.
ويشمل الاتفاق الموقّع بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، وقف المعارك المسلّحة، وإعادة فتح الموانئ أمام الحركة التجارية بما يسمح لسفن الوقود والمواد الغذائية والإنسانية بالدخول، والسماح أيضا باستئناف بعض الرحلات الجوية التجارية من مطار صنعاء، وإعادة فتح الطرق الرئيسية في مدينة تعز التي يتنازع عليها الجانبان.
وجاءت الهدنة الجديدة تمديدا للأولى التي دخلت حيّز التنفيذ في 2 أفريل الماضي، والتي استطاعت أن تحقّق الكثير من الهدوء والسكينة، حيث تراجعت المواجهات المسلّحة، وتوقّف إطلاق الصواريخ باتّجاه دول الجوار، وفتحت الطرق وعادت حركة تنقل المواطنين إلى طبيعتها.
ولقيت هذه الهدنة ترحيبا دوليا كبيرا، فالعالم أجمع أبدى دعمه لها وللجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني من خلال دعم الجوانب الإنسانية والاقتصادية والتنموية بما ينعكس على أمنه واستقراره.
وبالمناسبة، حضّ الرئيس الأمريكي جو بايدن، أطراف النزاع في اليمن على جعل الهدنة دائمة، قائلا إن «الشهرين الأخيرين في اليمن، كانا من الفترات الأكثر هدوءا منذ بدء هذه الحرب الفظيعة قبل سبعة أعوام، إذ تم إنقاذ آلاف الأرواح مع تراجع المعارك». ودعا جميع الأطراف للتقدّم سريعا نحو عملية سلام شاملة وجامعة.
كما أعربت الدول الشقيقة عن أملها في أن تتوّج الهدنة باتفاق سلام يعيد الأمن والوحدة والاستقرار لليمن، ويضع حدّا للنزاع المشتعل منذ 2014، والذي اتّخذ طابع الحرب بالوكالة، حيث انخرطت في هذه الحرب العديد من الأطراف الإقليمية، ويبدو بأن تقارب هذه الأخيرة انعكس إيجابا على الوضع في اليمن.
وكانت منظمات إغاثية عاملة في اليمن دعت أطراف النزاع إلى تمديد الهدنة، قائلة «رأينا الآثار الإنسانية الايجابية للهدنة، ففي الشهر الأول من الهدنة فقط انخفض عدد القتلى والجرحى في اليمن بأكثر من 50 بالمائة، ونظرا للدخول المنتظم لسفن الوقود إلى ميناء الحديدة لم يعد الناس يقفون في طوابير».
إنّ الحروب لا تجلب غير المآسي، والسلاح لا تحل الأزمات بل على العكس تفاقمها، لهذا من المهم جدّا دعم الهدنة اليمنية ومساعدة اليمنيين على التوصّل إلى اتفاق سلام شامل يفتح الطريق أمام استعادة الهدوء للتركيز على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، ولابد من الدعم العربي المادي حتى يستعيد اليمن عافيته.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.