ليس «صدفة» أن يصادف اليوم الوطني للفنان تاريخ الثامن جوان، ذكرى استشهاد الفنان علي معاشي..ليس الأمر اعتباطا أو مجرّد تكريم، فاختيار كهذا له من المعاني والدّلالات الكثير، لعلّ أهمها معنى الوطنية، والتضحية من أجل الأمة، وإسهامات الفنان الفاعلة في معركة التحرر، التي، وإن كُتب لها أن تنتهي بالاستقلال من الاستعمار القديم، يُكتب لها أن تتواصل في مواجهة الاستعمار الجديد، متعدّد الأوجه والوسائل..
وفي حين يغرق البعض، كلّ ثامن جوان، في جدال التمييز بين الفنانين و»المؤثّرين» تارة، والفنانين و»أشباههم» تارة أخرى، والغرق في تفاصيل من له «أحقية» الحصول على «البطاقة»، يضيع منّا، شيئا فشيئا، أساس هذا اليوم وأصله، الذي إن نحن تمسّكنا به، ذابت الفوارق، وغابت أوجه اللبس والارتياب.
يكاد لا يكون للإبداع حدود، بل وقد يجوز لنا القول إنّه «يجوز للمبدع ما لا يجوز لغيره»..وفي عصر العولمة هذا، حيث «تتصارع الحضارات» كما يرى البعض، وجد المبدع نفسه في الصّفوف الأولى، سفيرا لثقافته وحضارته، وحاملا لرسالته تجاه مجتمعه، وتجاه الآخر، وذائدا عن قيمه ومبادئه، وليس اعتباطا أن يضع دارسون قيم الأمة ومبادئها في قلب تعاريف الأمن القومي.
ممّا سبق، للفنان أن يحلّق ما شاء في سماوات الجمال، وأن يغوص ما شاء في بحور الإبداع، ومؤكّد أنه لن يغرق أو يضيع مادام يتمسّك بذلك الحبل الذي يعيده دوما إلى طريق الوطن، الطّريق الذي رسمه الشّهيد معاشي ورفقاؤه..طريق يبدأ من يوم وطني للفنان، على أمل الوصول إلى يوم الفنان الوطني.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.