تتّجه الأنظار نهاية الشهر الحالي إلى وهران التي ستحتضن الحدث الرياضي الكبير ألعاب البحر الأبيض المتوسط في طبعتها 19، والتي تزور الجزائر للمرة الثانية منذ الاستقلال بعد الطبعة التي جرت في 1975.
يرتقب أن تستقطب الألعاب المقبلة عددا كبيرا من الرياضيين والمتابعين، كما أن انعكاسها سيكون ايجابيا على الرياضة في وهران التي ستتحول الى قطب رياضي بامتياز بعد نهاية الألعاب لأنها ستستفيد من عدد كبير من المرافق الرياضية المهمة التي ستكون في خدمة الرياضة المحلية على غرار ملعب وهران الجديد والقرية الاولمبية في بئر الجير، والتي تعد مرفقا عموميا من طراز خمسة نجوم..
بعثة «الشعب» زارت المدينة ورصدت العديد من الأمور بخصوص الجاهزية التامة للحدث، ومدى التقدم الكبير في مجال التحضير لاستضافة ضيوف الجزائر والعديد من الأمور المهمة الأخرى في هذا الريبورتاج.
تتزيّن «الباهية» وهران لاستقبال ضيوف الجزائر من مختلف الأقطار، حيث سينزلون في ضيافة سكان وهران الذين يعرفون عنهم كرم الضيافة، وهو الأمر الذي لمسناه خلال الحديث مع الناس في المدينة، حيث أبدوا رغبة كبيرة للمساهمة في إنجاح الألعاب من خلال تقديم صورة مشرفة عن المواطن الجزائري الراغب في منح هذا الحدث بعدا آخر غير بعده الرياضي، خاصة أن الأبعاد التي تكتسيها هذه الطبعة كثيرة ومتعدّدة.
ألعاب البحر الأبيض المتوسّط ستزور الجزائر للمرة الثانية منذ الاستقلال بعد الطبعة التي جرت في 1975 وعرفت تنظيما محكما بشهادة ضيوف الجزائر..أهمية هذا الحدث الرياضي الذي تحتضنه الجزائر للمرة الثانية بوهران من 25 جوان الى 6 جويلية تبقى كبيرة، وتشمل العديد من الجوانب منها الرياضي والسياحي إضافة الى الدبلوماسي والإقليمي، وكلّها جوانب تسمح بتقديم صورة مشرفة عن الجزائر ومدى قدرتها على تنظيم هذه الأحداث الرياضية الكبرى، والاستفادة من عدة جوانب التي ستكون انعكاساتها الإيجابية كبيرة.
ألعاب البحر الأبيض المتوسط ستزور الجزائر للمرة الثانية منذ الاستقلال بعد الطبعة التي جرت في 1975، وعرفت تنظيما محكما بشهادة ضيوف الجزائر..أهمية هذا الحدث الرياضي الذي تحتضنه الجزائر للمرة الثانية بوهران من 25 جوان الى 6 جويلية تبقى كبيرة، وتشمل العديد من الجوانب منها الرياضي والسياحي، إضافة الى الدبلوماسي والإقليمي، وكلها جوانب تسمح بتقديم صورة مشرفة عن الجزائر ومدى قدرتها على تنظيم هذه الأحداث الرياضية الكبرى، والاستفادة من عدة جوانب التي ستكون انعكاساتها الإيجابية كبيرة.
اختيار وهران من طرف المسؤولين عن الرياضة الجزائرية والرهان عليها لاستضافة هذا الحدث الرياضي المهم لم يكن اعتباطيا لأنها واجهة مشرقة عن الجزائر في المجال السياحي، فهي من المدن التي تعرف إقبالا كبيرا للسياح خلال فصل الصيف على وجه الخصوص بسبب امتلاكها لمجموعة مميزة من الهياكل الفندقية والسياحية التي تساهم في الرفع من مستوى الإقبال.
“ورشة” مفتوحة
تحوّلت مدينة وهران الى ورشة مفتوحة، حيث تحرص السلطات المحلية على ضبط آخر الروتوشات من أجل جاهزية المدينة للحدث من خلال تزيين الطرقات وطلاء الأماكن التي تمر عبرها الوفود دون نسيان تجهيز المرافق التي ستستقبل الرياضيين في القرية الاولمبية والفنادق التي وضعتها اللجنة المنظمة في خدمة الرياضيين والوفود المشاركة.
خلال تجوّلنا في المدينة لاحظنا أنها قريبة من احتضان حدث مهم، خاصة أن عمّال البلدية في كل مكان يسهرون على تنظيف الطرقات وتزيينها بمختلف الأشكال التي تمنحها البعد المتوسطي، حيث تم اختيار اللون الأزرق الفاتح لطلاء الأرصفة والشوارع، وهو اللون الذي يعكس جمال السماء، كما انه اللون الرسمي الموجود في الشعار الذي تم اختياره ليكون شعار الألعاب.
خلال تجوّلنا في المدينة لاحظنا أنّها قريبة من احتضان حدث مهم، خاصة أن عمال البلدية في كل مكان يسهرون على تنظيف الطرقات وتزيينها بمختلف الأشكال التي تمنحها البعد المتوسطي، حيث تم اختيار اللون الأزرق الفاتح لطلاء الأرصفة والشوارع، وهو اللون الذي يعكس جمال السماء، كما انه اللون الرسمي الموجود في الشعار الذي تم اختياره ليكون شعار الألعاب.
اللون الأزرق الفاتح يزين جميع شوارع وأرصفة المدينة، ويمكن القول إن اللجنة المنظمة والسلطات المحلية كانت محقة في اختيار هذا اللون، خاصة انه منح الطرقات والشوارع بعدا جماليا مميزا خلال النظر إليها، وهو الأمر الذي سينال إعجاب ضيوف الجزائر خلال الفترة المقبلة.
الطرقات هي الأخرى تعرف إعادة تزفيت، وهذا لزيادة جمال المدينة ورونقها وبالرغم من أن هذا الأمر زاد من حدة الازدحام المروري بسبب غلق بعض الطرقات للأشغال، إلا أن النتيجة ستكون أفضل بكثير، حيث ستظهر الطرقات بصورة أفضل بكثير.
معظم الطرقات الكبرى للمدينة تعرف عملية إعادة تزفيت، وبعد ذلك يتم طلائها باللون الأبيض ومظهرها الجديد يمنح الكثير من الجمال للمدينة، حيث تسير الأمور بوتيرة متسارعة، ومن الممكن أن تنتهي أشغال إعادة التزفيت مع نهاية الأسبوع الحالي على أقصى تقدير.
الواجهة البحرية هي الأخرى تعرف إعادة تزيين من جميع النواحي، خاصة أنها من الأماكن التي ستعرف استقطاب ضيوف الجزائر من رياضيين ومناصرين من أجل أخذ الصور التذكارية، وتعد الواجهة البحرية من الأماكن التي تعرف توافد أعداد كبيرة من ضيوف المدينة طيلة السنة خاصة في فصل الصيف.
هضبة «سانتا كروز» تبقى من الأماكن السياحية المهمة في وهران، إضافة الى الواجهة البحرية وخلال زيارتنا لها وجدناها في أبهى حلة، حيث ستكون لا محالة مقصدا مهما لضيوف الجزائر من أجل رؤية «الباهية» وهران من فوق، والصورة ستكون مختلفة ومميزة، كما أن المرفق السياحي تم تجهيزه جيدا ليكون في الموعد.
في نفس السياق، تم وضع مخطط أمني محكم من أجل المساهمة في إنجاح الحدث الرياضي من خلال ضمان أمن وسلامة الضيوف، وهو الأمر الذي لاحظناه من خلال تركيب كاميرات على مستوى العديد من الطرقات والشوارع في المدينة، وربطها مع بعضها البعض من أجل التعرف على أي تجاوز قد يؤثر على السير الحسن لهذا الحدث الرياضي المهم.
مقر محافظة الألعاب يتحوّل إلى «خلية نحل»
خلال تواجدنا في وهران كان يجب زيارة مقر محافظة ألعاب البحر الأبيض المتوسط المتواجد على مستوى الواجهة البحرية، حيث يعد المقر عبارة عن بناية من ثلاثة طوابق، وبداخلها عدد كبير من الموظفين، حيث تحول مقر المحافظة خلال الفترة الماضية الى «خلية نحل « بامتياز، ويسابق المسؤولون الزمن من أجل تجهيز كل المتطلبات اللازمة لإنجاح الألعاب.
تسهر محافظة الألعاب على ترتيب كافة الأمور الممكنة من أجل نجاح الألعاب، فهي تتواصل مع كل الفاعلين في مختلف المجالات المرتبطة بالألعاب منها الجانب الرياضي من خلال تجهيز الاعتمادات الخاصة بالرياضيين والمدربين، إضافة إلى الضيوف الذين ينتظر تواجدهم في الحدث.
تسهر محافظة الألعاب على ترتيب كافة الأمور الممكنة من أجل نجاح الألعاب، فهي تتواصل مع كل الفاعلين في مختلف المجالات المرتبطة بالألعاب منها الجانب الرياضي من خلال تجهيز الاعتمادات الخاصة بالرياضيين والمدربين، إضافة الى الضيوف الذين ينتظر تواجدهم في الحدث.
يسابق المسؤولون في المحافظة الزمن من أجل تجهيز اعتمادات ممثلي وسائل الإعلام، الذين فاق عددهم الـ 2000 إعلامي، منهم 472 إعلامي أجنبي، وهو عدد كبير يتطلب تجهيز الاعتمادات الخاصة بهم عملا كبيرا وبدون انقطاع من أجل منحهم الاعتماد في الوقت المناسب.
في نفس السياق، يبقى إنجاح الألعاب من الناحية التنظيمية هاجس محافظة الألعاب التي تعمل على قدم وساق من أجل توفير كافة المتطلبات اللازمة لضمان أمن وراحة الضيوف خلال الفترة التي سيقضونها في المدينة، وأكثر من هذا منحهم صورة مميزة عن حسن الضيافة يبقى أمرا ضروريا.
مرافق في خدمة ضيوف الجزائر
وضعت اللجنة المنظمة العديد من المرافق السياحية والفندقية في خدمة ضيوف الجزائر من أجل ضمان راحتهم خلال فترة تواجدهم في وهران، حيث لن يجد الرياضيون او الوفود المشاركة اي صعوبات في هذا المجال، خاصة أن وهران لديها خبرة كبيرة في مجال التعامل مع السياح، وتعد قطبا سياحيا بامتياز.
بنية تحتية مميزة
في مجال الخدمات الفندقية والسياحية، فعدد هذه المرافق يزداد كل سنة بسبب الإقبال الكبير للسياح والجزائريي،ن الذين يعيشون في المهجر على مدينة وهران من أجل قضاء العطلة الصيفية، وهو الأمر الذي ساهم في الرفع من عدد المرافق السياحية والهياكل الفندقية، خاصة أن عددا كبيرا من المستثمرين ورجال الأعمال لجأوا إلى الاستثمار السياحي من خلال تشييد فنادق وبنايات مخصصة لاستقبال السياح.
تمتلك مدينة وهران بنية تحتية مميزة في مجال الخدمات الفندقية والسياحية، فعدد هذه المرافق يزداد كل سنة بسبب الإقبال الكبير للسياح والجزائريين الذين يعيشون في المهجر على مدينة وهران من أجل قضاء العطلة الصيفية، وهو الأمر الذي ساهم في الرفع من عدد المرافق السياحية والهياكل الفندقية، خاصة أن عددا كبيرا من المستثمرين ورجال الأعمال لجأوا إلى الاستثمار السياحي من خلال تشييد فنادق وبنايات مخصصة لاستقبال السياح.
لجنة التنظيم بالتنسيق مع وزارة السياحة خصّصت عددا كبيرا من الفنادق لصالح الضيوف فاق عددها الـ 90 فندقا، وهو عدد كبير يعكس الحضور القياسي خلال الألعاب من طرف العديد من الشخصيات والرياضيين.
ضيوف الجزائر سيجدون كل وسائل الراحة والترفيه خلال فترة تواجدهم في وهران، وهي المدينة التي تعرف زخما كبيرا خاصة خلال فصل الصيف، وتعرف على أنها المدينة التي لا تنام حيث كان من السهل علينا إيجاد محل لبيع البيتزا والأكل السريع مفتوحا على الساعة الثانية صباحا في شارع العربي بن مهيدي، الذي يعرف تواجد عدد كبير من المطاعم التي تعمل على مدار 24 ساعة متواصلة.
القرية الأولمبية.. مفخرة “الباهية”
نجحت السلطات المحلية لوهران في تشييد مرفق من الطراز الرفيع تمثل في القرية الاولمبية التي افتتحت أبوابها، حيث ستكون قبلة الرياضيين من مختلف البلدان، وسيجدون خلال تواجدهم بالقرية كل وسائل الراحة والترفيه من أجل الظهور بشكل جيد خلال يوم المنافسة.
تجسيد مشروع القرية الاولمبية كان حلما تحقق، وتحول الى حقيقة بفضل سواعد العديد من العمال والمهندسين، الذين سهروا على إنهاء الأشغال في الوقت المحدد، وهو الأمر الذي حدث حيث عرفت وتيرة الأشغال سرعة كبيرة لن نعهدها في الكثير من المشاريع، وهو الأمر الذي حدث خلال عملية إنجاز مشروع القرية الاولمبية.
تعد القرية الاولمبية قطبا رياضيا بامتياز، وهي عبارة عن منشأة رياضية من طراز خمس نجوم، حيث تتوفر على مجموعة من الغرف التي تمتاز بالرفاهية، وهو العامل الذي حرصت السلطات المحلية على توفيره خلال عملية انجاز هذا الصرح الرياضي الكبير، وكل من زار هذا المرفق الرياضي الكبير أعجب بدرجة الإتقان.
الأكيد أن الرياضيين والوفود المشاركة التي ستكون متواجدة بالقرية الاولمبية ستعجب كثيرا بجمال ورونق هذا الصرح الرياضي المهم، والذي يعد مكسبا كبيرا للمدينة وللرياضة في وهران والغرب الجزائري بصفة عامة، حيث لن تجد المدينة فيما بعد اي صعوبة في تنظيم أحداث رياضية من طراز رفيع في ظل تواجد القرية الأولمبية.
الملعب الجديد.. تحفة معمارية
كان حلم العديد من الجزائريين امتلاك بلادنا لملعب كبير بمواصفات عالمية، ومع تواجد العديد من المشاريع لملاعب في طور الانجاز، كان هناك تخوف من عدم جاهزيتها خاصة مع طول فترة الانجاز في بعض الملاعب التي لم تر النور لحد الآن.
الحلم تحول الى حقيقة بعد دخول ملعب وهران الجديد حيز الخدمة، حيث أصبحت الجزائر تمتلك ملعبا كبيرا بمواصفات عالمية، والذي سيضيف الكثير من الرونق والجمال لألعاب البحر الأبيض المتوسط خاصة انه سيحتضن العديد من الأحداث الرياضية المهمة على غرار حفلي الافتتاح والختام، إضافة الى منافسة كرة القدم والعاب القوى.
يتوفر ملعب وهران الجديد على العديد من المرافق التي تمنح المتفرج الرفاهية التامة سواء قبل أثناء وبعد مغادرته للملعب والبداية مع الوصول، حيث سيجد المتفرج كل التسهيلات من أجل ركن سيارته والالتحاق بكل سهولة بالمدرجات، وخلال فترة مشاهدته للحدث الرياضي الذي جاء من أجله سيجد في الملعب كل ما يحتاجه من أكل وشرب، وحتى بعد المغادرة الخروج يكون سهلا ويسيرا وفي وقت قياسي.
وعي جماهيري بأهمية الحدث
ستعرف وهران توافد العديد من الرياضيين والأبطال المعروفين من مختلف البلدان المتوسطية، وهو الأمر الذي سيزيد من نجاح الألعاب، إلا أن الأهم بالنسبة لنا هو الترحيب الكبير من طرف سكان المدينة بالضيوف، وهو الأمر الذي لمسناه خلال فترة تواجدنا في وهران، فالجميع يعلم ويدرك أن الأمر مهم بالنسبة له ولصورة الجزائر بصفة عامة.
المعروف عن سكان وهران الكرم الكبير وحب الضيافة، وهو الأمر الذي سينعكس لا محالة على نجاح الألعاب، والأكيد أن نجاح أي حدث رياضي مرتبط على وجه الخصوص بالاهتمام الجماهيري والحضور الدائم والقوي للأحداث والتظاهرات الرياضية التي تجري في المدينة.
انعكس الاهتمام الجماهيري الكبير بالحدث على عدد المتطوعين، حيث لم تجد السلطات المحلية أي صعوبة في تجنيد العديد من شباب المدينة للعمل كمتطوعين ومرشدين خلال فترة الألعاب، والمساهمة في توفير وسائل الراحة لضيوف الجزائر حتى لا يحسوا بالغربة خلال فترة تواجدهم في الجزائر.
قطب رياضي في السّنوات المقبلة
الاستفادة بالنسبة لوهران ستكون كبيرة خلال الألعاب، إلا أن الأهم سيكون كذلك بعد نهاية العاب البحر الأبيض المتوسط، حيث ستتحول كل المرافق الرياضية التي أنجزت من اجل إنجاح الألعاب لصالح المدينة وسكانها، وخاصة رياضييها الذين سيستفيدون من المرافق الرياضية التي أنجزت من اجل ضمان أفضل تحضير للأحداث والاستحقاقات الوطنية والدولية.
الأكثر من هذا أن مدينة وهران ستتحول الى وجهة مفضلة للرياضيين والفرق الرياضية من أجل التحضير وإجراء التربصات، فالقرية الاولمبية مثلا ستكون مقصدا لكل المنتخبات الوطنية في مختلف الرياضات من أجل إجراء التربصات التحضيرية، وهذا للظهور بشكل جيد خلال المنافسات الوطنية والدولية.
كرة القدم هي الرياضة الأولى في وهران والجزائر بصفة عامة، والأكيد أن تواجد الملعب الجديد في وهران سيمنح الكثير من الدعم للأندية بالولاية خاصة أنها ستستفيد من هذا المرفق الرياضي الكبير، ويساهم في الارتقاء بمستوى الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة.
كل هذه العوامل ستجعل من وهران قطبا رياضيا في الجزائر بامتياز، ومتنفسا مهما للرياضيين للتعبير عن إمكانياتهم الرياضيةو واستغلال هذه المرافق في تطوير مستواهم الفني تحسبا للمشاركة في مختلف الأحداث الرياضية.